وأما النصيحة للمسلمين عموما وطلاب العلم على وجه الخصوص أن يعتصم الجميع بكتاب الله -عز وجل- وأن يديموا النظر فيه، وأن يتدبروه، وأن يحرصوا على تطبيقه والعمل به، والقيام به كما ينبغي، وأن يقرءوه على الوجه المأمور به، وأن يعتصموا بالسنة أيضا، فالاعتصام بالكتاب والسنة فيهما خير الدنيا والآخرة، وأن يعنى بما يعين على فهم الكتاب والسنة، والله المستعان.
اللهم صل على عبدك ورسولك محمد.
نعتذر للإخوة عن بقية الأسئلة ونتركها للغد إن تيسر، ونسأل الله -جل وعلا- أن يثيب فضيلة شيخنا ويجزيه عنا أحسن الجزاء ويضاعف مثوبته، ويرفع درجته في الدنيا والآخرة، وأن يثيبكم أنتم لقاء جلوسكم واستماعكم وإنصاتكم، وأن يزيدنا وإياكم علما وعملا، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله.
الحمد لله رب العالمين.
أما بعد: فقال المؤلف -رحمه الله تعالى-: ومنها ما يرجع إلى المعاني المتعلقة بالأحكام، وهو أربعة عشر: العام الباقي على عمومه، ومثاله: عزيز، ولم يوجد لذلك إلا: {والله بكل شيء عليم} [(282) سورة البقرة] {خلقكم من نفس واحدة} [(1) سورة النساء].
الثاني والثالث: العام المخصوص، والعام الذي أريد به الخصوص، الأول: كثير، والثاني: قوله تعالى: {أم يحسدون الناس} [(54) سورة النساء] {الذين قال لهم الناس} [(173) سورة آل عمران] والفرق بينهما أن الأول حقيقة، والثاني مجاز، وأن قرينة الثاني عقلية، ويجوز أن يراد به واحد بخلاف الأول .
الرابع: ما خص بالسنة وهو جائز، وواقع كثيرا، وسواء متواترها وآحادها.
الخامس: ما خص منه السنة هو عزيز، ولم يوجد إلا قوله تعالى: {حتى يعطوا الجزية} [(29) سورة التوبة] {ومن أصوافها} [(80) سورة النحل] {والعاملين عليها} [(60) سورة التوبة] {حافظوا على الصلوات} [(238) سورة البقرة] خصت: ((أمرت أن أقاتل الناس)) و ((ما أبين من حين ميت))، و ((لا يحل الصدقة لغني)) والنهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة.
السادس: المجمل ما لم تتضح دلالته، وبيانه بالسنة، والمبين خلافه.
السابع: المؤول ما ترك ظاهره لدليل.
পৃষ্ঠা ২৪