شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
প্রকাশক
دار ابن الجوزي
সংস্করণ
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣١ هـ
জনগুলি
سورة» (١)، فهو يقرئ بما سمعه من النبي ﷺ ولم يتنازل عن قراءةِ وإقراء ما سمعه من النبي ﷺ حتى مات، فابن مسعود وغيره من الصحابة كانوا يُقرئون بما سمعوا، ولذا انتشر المنسوخ بسبب عدم وجود المرجعية لما هو ثابت عن الرسول ﷺ في العرضة الأخيرة، ولما تفاقم الأمر جمع عثمان ﵁ الناس على الثابت من هذه الأحرف عن النبي ﷺ، فثبَّت لنا عثمان ﵁ مصدرًا ومرجعية في معرفة القرآن الذي ثبت والقرآن الذي نُسخ، ولم يعتمد في ذلك على اجتهاده، بل اعتمد على مصحف أبي بكر، وأبو بكر اعتمد على ما ثبت عن النبي ﷺ أنه قرأ به ومات وهو من القرآن، وما عدا ذلك مما لم يجمعه الصحابة ويتفقوا عليه فإنه يدخل في باب المنسوخ.
وبفعل عثمان من تثبيت الصحيح الباقي من المقروء دون المنسوخ، توقفت القراءات الصحيحة المنسوخة التي قرأ بها النبي ﷺ ولم يقرأ بها الصحابة بعد فعل عثمان ﵁، وتوقَّف الإقراء بها، فلا يوجد أحد يقرأ بتلك القراءات مثل (والذكر والأنثى) وغيرها.
ثم بعد ذلك العملِ الذي قام به عثمان والصحابة ﵃ فإنه إذا خرج مجاهد في سبيل الله من الكوفة، وآخر من الشام، وقرأ الكوفي بقراءة تخالف قراءة الشامي فإنهم كلهم ينسبون القراءة إلى مرجع معتبر عندهم، وهو المرجع الذي اتفق عليه الصحابة ﵃، وهذا الاتفاق في المرجعية لم يكن موجودًا قبل نسخ المصاحف.
هل بقي شيء من مصاحف عثمان الستة؟
لا يصح وجود شيء من هذه المصاحف الستة التي أمر عثمان ﵁ بكتابتها، مثل مصحف طشقند الذي ينسب إلى عثمان ليس بصحيح، لكنه كتب على نسق المصاحف العثمانية.
(١) أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، ورقم الحديث (٥٠٠٠).
1 / 49