شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
প্রকাশক
دار ابن الجوزي
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣١ هـ
জনগুলি
الرسول ﷺ كما هو في عهد عثمان ﵁، وأي خلاف يورد في هذا يحتاج إلى دليل صريح، لذا فإن القول بأن القرآن في عهد النبي ﷺ لم يكن معروف الترتيب، أو أن المصحف في عهد أبي بكر ﵁ غير مرتب السور، قولٌ فيه نظر.
قوله: (وانتشرت في خلال ذلك صحف كتبت في الآفاق عن الصحابة، وكان بينها اختلاف، فأشار حذيفة بن اليمان على عثمان بن عفان ﵄ فجمع الناس على مصحف واحد خيفة من اختلافهم).
ذكر المؤلف ﵀ انتشار الصحف في عهد عثمان، ولكن لا يعني هذا تكاثر المصاحف كما نشاهده اليوم في مساجد المسلمين، بل هو انتشار نسبي؛ أي: أنها بالنسبة إلى ما قبلها من عام (٢٥هـ) أكثر، وإلا فإن القراءة من خلال الحفظ في عهد عثمان أكثر ﵁ من القراءة من خلال الصحف.
ومع أن الكتابة صار لها انتشار إلا أنها لم تصل إلى أن تكون الصحف أصولًا يُرجع إليها - كما هو الحال اليوم - فما زال المقروء من الصدور سائدًا في العالم الإسلامي، والقرآن يتلقى من خلال أفواه القراء.
ولما لاحظ حذيفةُ بن اليمان ﵁ (ت٣٦هـ) في فتح أرمينية القَرَأةَ يختلفون، كما ورد في الأثر عنه: «... وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلاَفُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ» (١)، ولم يكن لهم أصل يرجعون إليه لمعرفة الصحيح من غيره، كما كان الحال لما وقع - لعمر بن الخطاب ﵁ (ت٢٣هـ) وأبي بن كعب ﵁ (ت٣٠هـ) - الاختلاف في القراءة؛ رجعا إلى الرسول ﷺ، فبيَّن لهما صحَّة قراءتهما مع اختلافها، فإذا كان قد وقع ذلك ممن حضر التنزيل
(١) أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن، ورقم الحديث (٤٩٨٧).
1 / 42