قوله: (وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة عبد أدأب في طاعة مولاه جوارحه وأنفاسه) هذا الإقرار لله تعالى بالوحدانية، ولأجله خلق الله الخلق وبعث الرسل) قال الله ﷿: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)﴾ (١) أي: يوحدون، والرسل كلهم متفقون على الدعاء إلى توحيد الله تعالى، وهذه الكلمة أمرها عظيم وشرحها طويل ليس هذا موضع استقصائه.
وقوله: (أدأب) يعني أتعب، و(الجوارح) المراد بها الأعضاء (٢) قوله: (وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي طهّر باتباعه المؤمنين وأذهب عنهم كيد الشيطان وأرجاسه) الإقرار لمحمد ﷺ بالرسالة مقرون بالإقرار لله تعالى بالوحدانية، وهذا مأخوذ من قول الله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)﴾ (٣) قال بعض المفسرين (٤): لا أذكر إلا وتذكر معنى، ولهذا قرن معه في الأذان والتشهد.
ومحمد ﷺ سمى محمدًا لكثرة خصاله المحمودة، وهو علم منقول من التحميد، ومشتق من اسم الله تعالى (الحميد) وقد أشار إليه حسّان (٥) بن ثابت بقوله:
_________
(١) سورة الذاريات: (٥٦).
(٢) في الأصل: "الاعطا".
(٣) سورة الشرح: (٤).
(٤) روى هذا المعنى عن الحسن وقتادة ومجاهد.
انظر: تفسير ابن كثير (٤/ ٥٢٥)، وفتح القدير للشوكاني (٥/ ٤٦٢).
(٥) هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري الخزرجي ثم النجاري =
1 / 19