ويرى عروقَ نياطِها في نحرها ... والمخ في تلك العظامِ النُّخَّل
اغْفِرْ لِعَبْدٍ تابَ من فرطاتِه ... ما كانَ منه في الزمانِ الأولِ (١)
٣ - أساتذته:
تتلمذ الزمخشريّ على علماء عصره، ولعلّ أعظمهم أثرًا في نفسه أبو مضر محمود بن جرير الضبّيّ الأصفهاني (٢)، وكان يلقب بفريد العصر ووحيد الدهر في علم اللغة والنحو، فدرس عليه النحو الأدب، وكان الزمخشريّ يحب أستاذه أبا مضر، فلما توفي سنة ٥٠٧ هـ/ ١١١٣م رثاه بقوله [من الطويل]:
وقائلةٍ: ما هذه الدررُ التي ... تساقطُ من عينيكَ سمطينِ سمطينِ
فقلتُ لها: الدرّ الذي كان قد حشا ... أبو مضرٍ أذُني تساقطَ من عيني (٣)
وأخذ الأدب أيضًا عن أبي علي الحسن بن المظفر النيسابوري (٤). وسمع الحديث من شيخ الإِسلام أبي منصور نصر الحارثيّ، ومن أبي سعد الشقّانيّ (٥)، ومن أبي الخطاب بن البطر (٦).
وقرأ على أبي منصور بن الجواليقي بعض كتب اللغة من فواتحها مستجيزًا لها (٧).
وقرأ في مكة على عبد الله بن طلبة اليابري كتاب سيبويه وشرح رسالة ابن أبي زيد (٨).
٤ - تلامذته:
تتلمذ على الزمخشريّ كثيرون. قال القفطيّ: "ما دخل بلدًا إلاَّ واجتمعوا عليه وتتلمذوا له، واستفادوا منه، وكان علّامة الأدب، ونسّابة العرب، أقام بخوارزم تُضرب إليه أكباد الإبل، وتحطّ بفنائه رحال الرجال، وتُحدى باسمه مطايا الآمال" (٩).
ومن تلامذته بزمخشر أبو عمرو عامر بن الحسن السمار، وبطبرستان أبو المحاسن إسماعيل بن عبد الله الطويلي، وبأبيورد أبو المحاسن عبد الرحيم بن عبد الله البزاز، وبسمرقند أبو سعد أحمد بن محمود الشاتي، وبخوارزم أبو طاهر سامان بن عبد الملك الفقيه، والموفق بن أحمد بن أبي سعيد المعروف بأخطب خوارزم (١٠).
_________
(١) وفيات الأعيان ٥/ ١٧٣.
(٢) بغية الوعاة ٢/ ٢٧٩؛ ووفيات الأعيان ٥/ ١٦٨؛ ومعجم الأدباء ١٩/ ١٢٧؛ وشذرات الذهب ٤/ ١١٩.
(٣) وفيات الأعيان ٥/ ١٧٢؛ وشذرات الذهب ٤/ ١٢٠؛ وتاريخ الإِسلام (وفيات ٥٢١ - ٥٤٠) ص ٤٨٩.
(٤) معجم الأدباء ١٩/ ١٢٧.
(٥) معجم الأدباء ١٩/ ١٢٧؛ وبغية الوعاة ٢/ ٢٧٩.
(٦) تاريخ الإِسلام (وفيات ٥٢١ - ٥٤٠) ص ٤٨٨؛ وشذرات الذهب ٤/ ١١٨.
(٧) إنباه الرواة ٣/ ٢٧٠.
(٨) بغية الوعاة ٢/ ٤٦.
(٩) إنباه الرواة ٣/ ٢٦٦.
(١٠) الإنساب ص ٢٧٨؛ والزمخشري ص ٥٢.
1 / 8