মিশকাত শরাহ
شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)
তদারক
د. عبد الحميد هنداوي
প্রকাশক
مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
প্রকাশনার স্থান
الرياض
জনগুলি
٨٤ - وعن عائشة، ﵂، قالت: دعي رسول الله ﷺ إلى جنازة صبي من الأنصار، فقلت: يا رسول الله! طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء ولم يدركه. فقال: «أو غير ذلك يا عائشة! إن الله خلق للجنة أهلا،
ــ
الحديث السادس عن عائشة ﵂: قوله: «طوبى» فعلى من الطيب، قلب الياء واوا للضمة قبلها، قيل: معنى طوبى له أطيب المعيشة له، وقيل: معناه أطيب خيرا على الكناية؛ لأن إصابة الخير مستلزم لطيب العيش له، فأطلق اللازم وأراد الملزوم. فإن قلت: قوله: «عصفور من عصافير الجنة» فيه إشكال؛ لأنه ليس من باب التشبيه، كما تقول: هذا كعصفور من عصافير الجنة، إذ ليس المراد أن ثمة عصفورا، وهذا مشابه به، ولا من باب الاستعارة؛ لأن المشبه والمشبه به مذكوران، لأن التقدير هو عصفور، والمقدر كالملفوظ؟ قلت: هو من باب الادعاء؛ كقولهم: تحية بينهم ضرب وجميع، وقولهم: القلم أحد اللسانين، جعل بالادعاء التحية والقلم ضربين، أحدهما المتعارف من الضرب واللسان [والآخر غير المتعارف من الضرب واللسان]، فبين في الأول بقوله: ضرب وجيع، أن المراد غير المتعارف، كما بين في الثاني بقوله: أحد اللسانين، أن المراد منه غير المتعارف، جعلت ﵂ العصفور صنفين أحدهما: المتعارف، وثانيهما: الأطفال من أهل الجنة، وعنيت بقولها: «من عصافير الجنة» أن المراد الثاني، وقولها: «لم يعمل السوء» بيان لإلحاق الطفل بالعصفور وجعله منه، كما جعل القائل القلم لسانا بواسطة إفصاحهما عن الأمر المضمر.
وقوله: «أو غير ذلك؟» «الفائق»: إن «الهمزة» للاستفهام، و«الواو» عاطفة على محذوف، و«غير» مرفوع بعامل مضمر تقديره: أوقع هذا أو غير ذلك؟ ويجوز أن يكون «أو» التي لأحد الأمرين: أي الواقع هذا، أو غير ذلك.
أقول: ويجوز أن يكون «أو» بمعنى «بل» أنشد الجوهري:
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى وصورتها أو أنت في العين أملح
يريد بل أنت، وقوله تعالى: ﴿وأَرْسَلْنَاهُ إلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ بل يزيدون، كأنه ﵊ لم يرتض قولها ﵂، فأضرب عنه، وأثبت ما يخالفه؛ لما فيه من الحكم بالغيب، والجزم بتعين إيمان أبوي الصبي أو أحدهما، إذ هو تبع لهما، ومرجع معنى الاستفهام إلى هذا؛ لأنه لإنكار الجزم، وتقرير لعدم التعيين.
ولعل الرد كان قبل إنزال ما أنزل عليه في ولدان المؤمنين، وكرر «خلقهم» لإناطة أمر زائد عليه، هو قوله: «وهم في أصلاب آبائهم» اهتماما بشأنه، كما قال زهير:
2 / 536