119

মিশকাত শরাহ

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

তদারক

د. عبد الحميد هنداوي

প্রকাশক

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

প্রকাশনার স্থান

الرياض

জনগুলি

٨١ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «احتج آدم وموسى عند ربهما، فحج آدم موسى؛ قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء، وقربك نجيا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن ــ «مظ»: الكيس والكياسة كمال العقل، وشدة معرفة الرجل الأمور، وتمييز ما فيه النفع مما فيه الضر، يعني: من كان عاجزا وضعيفا في الجثة، أو الرأي والتمييز، أو ناقص الخلقة لا يعير، فإن ذلك بتقدير الله وخلق الله تعالى إياه على هذه الصفة، ومن كان كامل العقل بصيرا بالأمور، تام الجثة فهو أيضا بتقدير الله وخلقه تعالى إياه على هذه الصفة، وليس ذلك بقوته وقدرته؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله. أقول: الوجه الذي يقتضيه سياق الحديث ما ذهب إليه التوبشتي. الحديث الثالث عن أبي هريرة ﵁: قوله: «احتج آدم وموسى» أي تحاجا. وقوله: «فحج آدم موسى» ﵉، أي غلب عليه بالحجة، بأن ألزمه أن جملة ما صدر عنه لم يكن هو مستقلا بها، متمكنا من تركها، بل كانت أمرا مقضيا. وقوله: «قال موسى: أنت آدم» إلى آخره، جملة مبينة لمعنى «فحج آدم موسى» ومفسرة للجملة ثم أعاد «فحج آدم موسى» آخر الحديث، فذلكة للتفصيل تقريرا وتثبيتا للأنفس على توطين هذا الاعتقاد. وقوله: «أنت آدم الذي خلقت الله» والظاهر خلقه ليعود إلى الموصول، لكن عدل إلى الخطاب مطابقة لقوله: «أنا الذي سمتني أمي حيدرة» أي سمته، و«خلقك الله» تعالى «بيده» [أي بقدرته]، خصه بالذكر إكراما وتشريفا له، وأنه خلق إبداعا من غير واسطة أرحام، فإن هذا نوع إكرام له لقوله تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ﴾، و«من روحه» أضاف الروح إلى الله تعالى تخصيصا وتشريفا، أي من الروح الذي هو مخلوقه، ولا يد لأحد فيه، «اصطفاك الله» أي جعلك خالصا صافيا عن شائبة ما لا يليق بك وبكلامه، فيه تلميح إلى قوله تعالى: ﴿وكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ وقوله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن

2 / 531