تصورنا ودواعينا، مثل حركتنا يمنة ويسرة، وحركة البطش باليد والرجل في الصنائع المطلوبة لنا، كالأفعال الإضطرارية مثل حركة النبض وحركة الواقع من شاهق بإيقاع غيره، لكن الضرورة قاضية بالفرق بينهما، فإن كل عاقل يحكم بأنا قادرون على الحركة الاختيارية، وغير قادرين على الحركة إلى السماء والطيران وغير ذلك. قال أبو هذيل العلاف (1): حمار بشر (2) أعقل من بشر، لأن حمار بشر لو أتيت به إلى جدول صغير وضربته للعبور فإنه يطفره، ولو أتيت به إلى جدول كبير لم يطفره، لأنه فرق بين ما يقدر (على) طفره وما لا يقدر عليه. وبشر لا فرق بين المقدور له وغير المقدور له.
ومنها: يلزم أن لا يبقى عندنا فرق بين من أحسن إلينا غاية الإحسان طول عمره، وبين من أساء إلينا غاية الإساءة طول عمره، ولم يحسن منا شكر الأول وذم الثاني، لأن الفعلين صادران من الله تعالى، لا منهما عندهم.
ومنها: التقسيم الذي ذكره مولانا وسيدنا موسى بن جعفر <div>____________________
<div class="explanation"> (1) محمد بن الهذيل شيخ البصريين في الاعتزال، له كتب ومقالات، توفي سنة : 227.
(2) يعني معاصرة: بشر بن المعتمر البغدادي، المتوفى سنة 210. وقد ذكروا أنه كان يقول الإنسان يخلق اللون والطعم والرائحة والسمع والبصر على سبيل التولد. المواقف: 416 وغيره.</div>
পৃষ্ঠা ৯২