قال ارسطو واول مسئلة من المسائل الغامضة هى التى سالنا عنها فى صدر هذا الكتاب ا هل النظر فى جميع اجناس العلل لعلم واحد ام لعلوم كثيرة ب وهل للعلم النظر فى مبادى اوائل الجوهر فقط ام له ان ينظر ايضا فى الاوائل التى منها يكون برهان كل شىء كقولنا هل يمكن الشىء الواحد ان يكون موجبا وسالبا معا ام لا يمكن ذلك واشباه ذلك مثل هل المساوية لشىء واحد متساوية ج وان كان للعلم النظر فى الجوهر هل ذلك العلم علم واحد لجميع الجواهر ام علوم كثيرة د وان كانت علوما كثيرة هل جميعها متناسبة فى الجنس ام ينبغى ان يقال لبعضها حكمة ولبعضها شىء اخر ه وايضا باضطرار ينبغى لنا ان نطلب هل ينبغى لنا ان نقول ان الجواهر هى المحسوسات فقط او نقول ان جواهر اخر غير هذه المحسوسات ووهل للجواهر جنس واحد او لها اجناس كثيرة مثل ما قال الذين ادخلوا الصور والتعاليم التى فيما بين هذه وبين المحسوسات فانه ينبغى لنا ان نفحص عن هذه الاشياء كلها كما قلنا ز وان نفحص هل النظر هاهنا فى الجواهر فقط ام فى الاعراض ايضا من دون الجواهر ح ومع هذا ايضا ينبغى لنا ان نفحص عن الذى هو هو بعينه وعن الذى هو غير وعن الشبيه وعن غير الشبيه ط وعن المتضادة ى وعن الذى قبل وعن الذى بعد يا وعن جميع الاشياء الاخر التى تشبه هذه مما يفحص عنه المنطقيون الذين صيروا اراءهم من الاراء المرضية الشريفة فقط ولمن يجب عليه النظر فى جميع هذه يب وايضا ينبغى لنا ان نفحص عن جميع الاعراض التى تعرض لجميع هذه التى ذكرنا يج وان نفحص عن كل واحد من هذه ما هو وليس عن ذلك فقط بل هل يضاد بعضها بعضا يد وهل الاوائل والاسطقسات هى الاجناس على حدتها ام هى بالمنفردات التى تنقسم فيها يه وان كانت اجناسا فهل الاجناس التى تقال على الاشخاص هى الاجناس الاول ام هى الاخيرة كقولنا هل الحيوان ام الانسان اوجب اولية من اشخاصها المفردات ام لا يو وايضا ينبغى لنا ان نكثر الفحص والطلب هل من علة اخرى على حدتها سوى الهيولى ام لا يز وهل هذه العلة مباينة للهيولى ام لا يح وهل هذه العلة واحدة بالعدد ام كثير يط وهل شىء غير الكل واعنى بالكل الذى به تنعت الهيولى ام ليس شىء غيره ام فى بعض الاشياء شىء غير الكل وفى بعضها لا وما هذه الاشياء من الموجودات ك وايضا هل الاوائل محدودة بالعدد ام بالصورة وبالكلام وبالموضع كا وهل اوائل الاشياء الفاسدة هى اوائل الاشياء التى لا تفسد ام اوائلها مختلفة وهل جميع الاوائل لا تفسد ام انما تفسد اوائل الاشياء الفاسدة كب وايضا ينبغى ان نفحص عن المسئلة التى هى اغمض من جميع هذه المسائل واعضل هل الواحد والذى هو بعينه جوهر الهويات وليس هو شىء اخر كما قال اصحاب فيثاغورش وافلاطون ام لا بل هو شىء اخر موضوع كما قال ابن دقليس المحبة وقال غيره النار واخرون قالوا الماء والهواء كج وهل الاوائل كليات ام هى مثل مفردات الاشياء الجزئية كد وهل هى بالقوة ام بالفعل كه وايضا هل هى اوائل بنوع اخر ام هى اوائل بالحركة فان هذه المسائل معضلة مبهمة جدا كو ومع هذا ينبغى لنا ان نفحص هل العدد والطول والشكل والنقط جواهر ام لا وان كانت جواهر فهل هى مباينة للمحسوسات ام هى فيها فانه ليس الصعوبة فى درك حقيقة جميع هذه الاشياء فقط بل ليس بهين ان نسئل عنها على غموضها بالكلام نعما التفسير قوله هل النظر فى جميع اجناس العلل لعلم واحد ام لعلوم كثيرة يعنى باجناس العلل علل الاجناس المختلفة فان علل الاجناس المختلفة هى اجناس مختلفة مثل اوائل الامور الطبيعية واوائل الامور التعاليمية واوائل الامور المفارقة ثم قال وهل للعلم النظر فى مبادى اوائل الجوهر فقط ام له ايضا النظر فى الاوائل التى منها يكون برهان كل شىء كقولنا هل يمكن الشىء الواحد ان يكون موجبا وسالبا معا ام لا يمكن ذلك واشباه ذلك مثل هل المساوية لشىء واحد متساوية يريد وان كان النظر فى جميع المبادى لعلم واحد فهل لهذا العلم النظر فى اوائل الجوهر وبالجملة الموجودات فقط ام له مع ذلك النظر فى اوائل المعرفة وهى المعقولات الاول مثل ان ينظر فى قول من يقول انه يمكن ان تكون الموجبة والسالبة صادقتين معا وفى قول من ينكر ان المساوية لشىء واحد متساوية وبالجملة فى قول من ينكر الاوائل مثل من ينكر تقدم القوة على الفعل وغير ذلك مما ينكره السوفسطانيون ثم قال وايضا ان كان للعلم النظر فى الجوهر هل ذلك العلم علم واحد لجميع الجواهر ام علوم كثيرة يريد وان كان للعلم النظر فى الجواهر هل ذلك علم واحد ام علوم كثيرة وذلك انه ان كانت الجواهر مختلفة المبادى الاول لزم ان يكون النظر فيها لاكثر من علم واحد وان كانت متفقة المبادى الاول كان النظر فيها لعلم واحد ثم قال وان كانت علوما كثيرة هل جميعها متناسبة فى الجنس ام ينبغى ان يقال لبعضها حكمة ولبعضها شىء اخر يريد وان كان النظر فى الموجودات لعلوم كثيرة فهل هى كلها انواع داخلة تحت جنس واحد اعنى اجزاء لعلم واحد ام هى لعلوم مختلفة حتى يسمى بعضها حكمة وبعضها علما طبيعيا وبعضها تعاليميا ثم قال وايضا باضطرار ينبغى لنا ان نطلب هل ينبغى لنا ان نقول ان الجواهر هى المحسوسات فقط ام نقول ان جواهر اخر غير هذه المحسوسات يريد والاوجب علينا ان نفحص هل هاهنا جواهر اخر غير الجواهر المحسوسة ام ليس هاهنا جوهر غيرها ثم قال وهل للجواهر جنس واحد او لها اجناس كثيرة على ما قال الذين ادخلوا الصور والتعاليم التى فيما بين هذه وبين المحسوسات فانه ينبغى لنا ان نفحص عن هذه الاشياء كلها كما قلنا يريد وان كان هاهنا جوهر غير الجواهر المحسوسة فهل ذلك الجوهر طبيعة واحدة او طبائع كثيرة مثل ما قال الذين قالوا ان الجواهر ثلثة المفارقة وهى الصور والغير مفارقة وهى المحسوسة والمتوسطة بين الصور والمحسوسة وهى التعاليمية فانه يجب ان نفحص عن هذه الاشياء ثم قال وان نفحص هل النظر هاهنا فى الجواهر فقط ام وفى الاعراض من دون الجواهر يريد وايضا ينبغى ان نفحص هل النظر فى هذا العلم فى الجواهر فقط ام فى الاعراض فقط ام فيهما معا كالحال فى سائر العلوم ثم قال ومع هذا ايضا ينبغى لنا ان نفحص عن الذى هو هو بعينه والذى هو غير وعن الشبيه وغير الشبيه وعن التضاد وعن الذى قبل وعن الذى بعد وعن جميع الاشياء الاخر الشبيهة بهذه مما يفحص عنه المنطقيون الذين صيروا اراءهم من الاراء المرضية الشريفة فقط ولمن يجب عليه النظر فى جميع هذه يريد وينبغى لنا ان نفحص ايضا عن اللواحق الذاتية التى تخص الموجود بما هو موجود مثل الهو هو والغير والشبيه وغير الشبيه والمضاد وغير المضاد وذلك ان كل موجود اذا قويس بغيره فهو اما هو هو واما غير واما شبيه واما غير شبيه واما مضاد واما غير مضاد وبالجملة كما يقول فينبغى ان نفحص عن جميع الاشياء التى جرت عادة الجدليين ان يفحصوا عنها بالاقاويل المرضية الشريفة اى المشهورة المحمودة وانما كان هذا هكذا لان صاحب هذا العلم يشارك الجدلى فى الفحص عن هذه الاشياء لكون كلتى الصناعتين تنظر فى الموجود المطلق ثم قال وايضا ينبغى لنا ان نفحص عن جميع الاعراض التى تعرض لجميع هذه التى ذكرنا وان نفحص عن كل واحد من هذه ما هو وليس عن ذلك فقط بل هل يضاد بعضها بعضا يريد وينبغى لنا ان نفحص من هذه المطالب عن اشياء اولها ما هو كل واحد منها وما الاعراض التى تخصه وليس عن هذا فقط بل وعما هو مضاد له او غير مضاد وانما قال ذلك لان بجميع هذه الاشياء يتم الفحص عن الشىء الذى قصد معرفته ويحصل العلم به تاما اعنى معرفة ثلثة اشياء المتقدمة عليه والمتاخرة عنه والمقابلة وهذا امر عام فى كل ما يطلب معرفته اذا كان من الاشياء التى توجد لها هذه الامور ثم قال وهل الاوائل والاسطقسات هى الاجناس على حدتها ام هى المنفردات التى تنقسم فيها وان كانت اجناسا فهل الاجناس التى تقال على الاشخاص هى الاجناس الاول ام هى الاخيرة كقولنا هل الحيوان او الانسان اوجب اولية من اشخاصها المفردات ام لا يريد ويجب ان نفحص هل اوائل الاشياء واسطقساتها هى الاجناس او الاشخاص التى تنقسم اليها باخرة الاجناس وان كانت الاجناس هى احق ان تكون مبادى من الاشخاص التى تحتها فهل الاجناس البعيدة من الاشخاص احق بذلك ام القريبة منها حتى تكون احقها بذلك هو النوع وهو الذى ينقسم الى الاشخاص بذاته واولا مثال ذلك ان نفحص من اشد تقدما واولية هل الحيوان او الانسان او اشخاص الحيوان والانسان وان كان الحيوان والانسان اشد تقدما من اشخاصه فهل الانسان اشد تقدما من الحيوان ام الحيوان اشد تقدما منه اعنى ان وجوده متقدم على وجوده ثم قال وايضا ينبغى لنا ان نكثر الفحص والطلب هل من علة اخرى على حدتها سوى الهيولى ام لا يريد وينبغى ان نطلب هل فى اشخاص الجوهر علة اخرى سوى الهيولى تتقوم بها وهى الصورة ام لا وانما قال ذلك لان هذا السبب هو الذى وقف هو على جوهره بالحقيقة دون سائر القدماء الاول ثم قال وهل هذه العلة مباينة للهيولى ام لا˹ وانما قال ذلك لئلا يتوهم متوهم انها الهيولى بوجه ما فهو يريد ان يفحص عن ذلك بعناية ثم قال وهل هذه العلة واحدة بالعدد ام كثيرة يريد وهل الصورة واحدة بالعدد او كثيرة ثم قال وهل شىء غير الكل اعنى بالكل الذى به تنعت الهيولى ام ليس شىء غيره ام فى بعض الاشياء شىء غير الكل وفى بعضها لا وما هذه الاشياء من الموجودات يريد وهل هاهنا شىء زائد على الاجسام الطبيعية ام ليس هاهنا شىء بهذه الصفة ام ذلك فى بعضها وفى بعضها لا وانما اشار بذلك الى النفس والامور الزائدة على الاجسام الطبيعية المتشابهة الاجزاء ثم قال وايضا هل الاوائل محدودة بالعدد ام بالصورة وبالكلام وبالموضع يريد وايضا ينبغى ان نفحص عن مبادى الاشياء المركبة هل هى واحدة بالصورة ام كثيرة بالعدد واعنى بالواحدة بالصورة الواحدة بالكلام والحد واعنى بالكثيرة بالعدد المتعددة بالموضع ثم قال وهل اوائل الاشياء الفاسدة هى اوائل الاشياء التى لا تفسد ام اوائلها مختلفة وهل جميع الاوائل لا تفسد ام انما تفسد اوائل الاشياء الفاسدة يريد وايضا يجب ان نفحص هل اوائل الاشياء التى تفسد هى اوائل الاشياء الغير فاسدة ام هى غيرها وان كانت غيرها فهل كلها لا تفسد ام التى لا تفسد هى اوائل الاشياء الغير فاسدة واما اوائل الفاسدة ففاسدة ثم قال وايضا ينبغى ان نفحص عن المسئلة التى هى اغمض من جميع هذه المسائل واعضل هل الواحد والذى هو بعينه جوهر الهويات وليس شيئا اخر كما قال اصحاب فيثاغورش وافلاطون ام لا بل هو شىء اخر موضوع كما قال ابن دقليس المحبة وقال غيره النار واخرون قالوا الماء والهواء يريد وينبغى ان نفحص هل الواحد الذى هو مبدا العدد هو الواحد الذى هو جوهر واحد واحد من الموجودات المحسوسة اما على ما يقوله الفيثاغوريون من انه اسطقس الموجودات وان الموجودات نفسها هى عدد واما على ما يقوله افلاطون انه الجوهر الكلى لجميع الموجودات اى المشترك لها ام الواحد العددى عرض والواحد الذى هو جوهر واسطقس لجميع الموجودات هو طبيعة اخرى غير طبيعة الواحد كما يقول ابن دقليس ان الواحد الذى هو جوهر الموجودات هو المحبة او العداوة الموجودة فيها وكما يقول القدماء من الطبيعيين ان الواحد الذى هو جوهر الموجودات هو الاسطقس الذى هو نار على قول بعضهم او هواء او ماء ثم قال وهل الاوائل كليات ام هى مفردات الاشياء الجزئية وهل هى بالقوة ام بالفعل يريد وهل اوائل الاشياء هى كليات ام مفردات وهل هى موجودة بالقوة او بالفعل ثم قال وايضا هل هى اوائل بنوع آخر ام هى اوائل بالحركة فان هذه المسئلة معضلة مبهمة جدا يريد وايضا يجب ان نفحص عن الاوائل هل هى اوائل من جهة انها محركة او من جهة انها اوائل بنحو اخر من انحاء الاسباب الباقية يريد الشك الذى يعرض فى المحرك الاول ثم قال ومع هذا ينبغى لنا ان نفحص هل العدد والطول والشكل والنقط جواهر ام لا وان كانت جواهر فهل هى مباينة للمحسوسات ام هى فيها يريد وايضا ينبغى ان نفحص عن الامور التعليمية مثل العدد والعظم هل هى جواهر او اعراض وان كانت جواهر فهل هى مفارقة للجواهر المحسوسة ام هى فيها موجودة على انه لا قوام لها الا بالجواهر المحسوسة ثم قال فانه ليس الصعوبة فى درك حقيقة هذه الاشياء فقط بل ليس بهين ان يسئل عنها على غموضها بالكلام نعما يريد فان جميع هذه المطالب ليست صعبة من قبل انها يعتاص درك الحقيقة فيها بل قد يعسر الوقوف على غموضها او مقدار ما فيها من الغموض ولما فرغ من تعديد هذه المسائل شرع فى احضار الاقاويل الجدلية فى مسئلة مسئلة منها فابتدا فقال
[3] Textus/Commentum
পৃষ্ঠা ১৮৩