الثالث: عله يعله بالضم على القياس ويعله بالكسر على الشذوذ أي سقاه السقيه الثانية أو سقيا بعد سقيا تباعا أو سقيا بعد ري وهى العلل بفتح العين واللام الأولى وأما الأولى فتسمى النهل بفتح النون والهاء ويقال أيضا: العل وإنما جاء فيه الكسر لأن أصله علت الأرض تعل بالكسر أي كثر ماؤها وهذا لازم ويقال: عل بنفسه يعل ويعل بالوجهين أي شرب ثانيا وهو لازم لا شاهد فيه.
وأما عل يعل بالبناء للفاعل أي مرض فالمضارع فيه بالكسر فقط على القياس للزومه واحترز بقوله: عللا من عله الله بدون همزة أي مرضه بناء على جوازه وعل إبله صرفها قبل الري فإن مضارعهما مضموم على القياس.
الرابع: بيت الشيء بيته بالضم على القياس وبالكسر على الشذوذ أي قطعه كما فسره بقوله: قطعا قاله أبو يحي.
قال صاحب فتح الأقفال: لم يظهر لي وجه تقييد الناظم له بقوله: قطعا إلا أن يكون تفسيرا
قلت: يجوز أن يريد به التفسير والاحتراز عن بت أي هزل فإنه لازم مكسور المضارع على القياس وعن بت بمعني انقطع إن قلنا بوروده فإنه لازم مكسور المضارع كذلك وإنما جاء الكسر في مضارع بته بمعنى قطعه لأن أصله بت بمعنى انقطع المكسور المضارع للزومه وتاء الكل مثناة وأما بثه بمثلثه أي فرقه ونثره فمضارعه مضموم مكسور كذلك ولم يذكره وأما بث الغبار بمثلثة أي هيجه فمضارعه مضموم على القياس.
الخامس: نم الحديث ينمه بالضم قياسا وينمه بالكسر شذوذا نقله سواء أفشاه أم لا وقيل: أفشاه وفرقه وسواء نقلعه على وجه الصلاح أو الفساد وقيل: على وجه الفساد وأما على وجه الصلاح فيقال: أنمه أي نقله على الصلاح وكذلك نم زيدا عمرا أي أغراه ونم الكلام زينه ينمه وينمه فيهما بالكسر والضم وهو القياس وكلام الناظم شامل لذلك فحمل صاحب فتح الأقفال وغيره كأبي يحي وصاحب التحقيق لكلام الناظم على نم الحديث فقط إما قصور وإما اقتصار نجانا الله منهما.
পৃষ্ঠা ৩