شرح كتاب التوحيد - عبد الكريم الخضير
شرح كتاب التوحيد - عبد الكريم الخضير
জনগুলি
التشبيه الذي يراد به تشبيه الذات بالذات هذا منفي ولا يجوز إطلاقًا، لكن التقريب بالمثال، التقريب بالمثال من غير تمثيل، فالنبي ﵊ شبه رؤية الباري برؤية القمر، الرؤية بالرؤية، لا المرئي بالمرئي، وهنا نقول: الامتثال بالامتثال، والحق بالحق، لا نقول: نشبه صاحب الحق بصاحب الحق، لا، الأب له حق، والله -جل وعلا- له حق، لكن ليس الحق كالحق، هذا يجب أن يطاع لكن بالمعروف، وطاعة الله مطلقة.
يقول: لو سمحتم أن توضحوا مسألة: ارتكاب المعاصي وترك الواجبات لا يسلم من شوب شرك؟
لا شك أن ترك الواجب اتباع للهوى، أو اتباع لمتبوع، سواءً كان هوى أو آمر ومطاع، وكذلك ارتكاب المعصية إنما هو اتباع للهوى أو مجاملة لآمر سواءً كان قريبًا أو بعيدًا، سواءً كان أبًا، أو أمًا، أو أميرًا، أو وزيرًا، أو كبيرًا، هذا كله فيه شوب من الطاعة وفيه شرك الطاعة، ﴿مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ [(٤٣) سورة الفرقان]، فعله هوى، وأيضًا من لهث وراء الدنيا، وحاول اكتسابها وجمعها من حلها وحرامها، هذا هو عبد لغير الله، شاء أم أبى، عبد للدرهم، وعبد للدينار، ولذا قال النبي ﵊: إن ترك الصلاة شرك، «بين العبد وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة».
يقول: قد يرى البعض أن ذكر سير بعض السلف من الصحابة وغيرهم في تضحياتهم وغزواتهم قد يهيج بعض الشباب على أعمال التفجير ونحوها، فهل يستقيم هذا الرأي؟
أبدًا، يفعل مثل ما فعل الصحابة وسلف هذه الأمة وجزاه الله خيرًا، لكن هل الصحابة أفسدوا، هل دمروا، هل فجروا؟ لا، هم أورع الناس وأبعدهم عن هذه الأمور، لكنهم جاهدوا في سبيل الله من كفر بالله، وجاهدوهم رحمة بهم، ما جاهدوهم ليتسلطوا عليهم، لا، وليقهروهم ويذلوهم ويستعبدوهم، أبدًا، جاهدوهم ليكونوا عبيدًا لله -جل وعلا-، وليخلصوهم من عبادة العبيد إلى عبادة الله -جل وعلا-، وليحرفوهم ويصرفوهم عن طريق النار -طريق الجحيم- إلى طريق الجنة، وليقودهم إلى الجنة بالسلاسل.
2 / 7