شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري - عبد الكريم الخضير
شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري - عبد الكريم الخضير
জনগুলি
"كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني" المراد بالشر هنا الفتن، حذيفة ﵁ روى أحاديث الفتن كالمتخصص فيها، كان النبي ﵊ يسأله عن هذه الفتن ليتقيها، ويحذر الناس من شرها، "مخافة أن يدركني"، يعني وقتها أو شرها، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر من كفرٍ وقتلٍ ونهبٍ وارتكاب فواحش وغير ذلك، فجاءنا الله بهذا الخير، بهذا الدين الذي اجتمع فيه خير الدنيا والآخرة، "فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم» "، والباب الذي يحول دون هذا الشر وهذه الفتن هو عمر ﵁، وقد كسر هذا الباب، ثم تلاه مقتل عثمان -رضي الله عن الجميع-، "قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم» يأتي خير، ومن أظهر وجوهه ما حصل في عهد عمر بن عبد العزيز ﵀، "قال: «نعم، وفيه دخن» " الدخن والدخان المراد به الكدر، يعني إذا وجد في الجو شيء من الدخن والدخان تكدر الجو، فكذلك ما اشتمل عليه هذا الخير الذي هو في الأصل خيرٌ محض، لكنه يدخل فيه شيء يكدره، "قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هديي -يستنون بغير سنتي- تعرف منهم وتنكر» هم أهل خير، وأهل فضل وصلاح، لكن دخلهم إما من حرصهم زيادة الحرص على الخير أو من غفلتهم، دخل عليهم الدخن، فشابوا العبادة المشروعة بما أدخلوه عليها من البدع، فيهتدون بغير سنة النبي ﵊، تعرف منهم بعض الأعمال، وتنكر أيضًا البعض الآخر، "قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم» نسأل الله السلامة والعافية، «دعاة على أبواب جهنم» وجدوا في المائة الثالثة دعوا الناس إلى البدع، وأشربوها قلوب بعض الولاة، فامتحنوا الناس فيها وآذوهم، آذوا الأئمة بسببها، دعاة على أبواب جهنم، نسأل الله السلامة والعافية، يدعون إلى هذه البدع، ويلزمون الناس بها.
4 / 7