وأراد بقوله أبقراط أن يحصر هذه الأنواع الثلاثة في اسم واحد فسماها «السبعي» يعني الحيوان الخبيث. وقد قال قوم إنه يريد «بالسبعي» الجذام لأن اليونانيين يسمون الجذام باسم «الفيل» والفيل أحد الحيوانات الخبيثة المستطعمة فإن الجذام أيضا أكثر ما يكون في الخريف. وقال قوم إنه يريد «بالسبعي» الوسواس السوداوي لأن تلك العلة لا تجعل صاحبها في بدنه شبيها بالسبع كما يفعل الجذام لكن في نفسه ورأيه. وقال قوم إنه يريد «بالسبعي» السرطان لخبث السرطان وصعوبة أمره. وقال قوم إنه يريد شيئين من هذه أو أشياء منها أو كلها. ويجب ضرورة أن يقع مثل هذا الاختلاف في الكلام الغامض إذ كان معنى صاحبه فيه ليس يوقف عليه وقوفا صحيحا.
وأما وجع الفؤاد فقد اتفق عليه الجميع أنه عرض يعرض في فم المعدة الذي قد كان القدماء يسمونه باسم «الفؤاد» وهذا الوجع يكون بسبب الدود المتولد في البطن إذا ارتفع فصار في هذه الناحية من المعدة ويكون أيضا بسبب خلط رديء لذاع وهو الخلط الذي يكون منه الدود المتولد في البطن.
[chapter 6]
قال أبقراط: وما كان من هذا فهو أيضا أقل آفة من أن يكون المرض نفسه بهذه من الحال.
قال جالينوس: يعني أن هذا الوجع العارض في الفؤاد متى كان في الوقت المشاكل لحدوثه بمنزلة ما تقدم فوصفه كان أقل آفة من أن يكون بسبب المرض نفسه. وقد يوجد في بعض النسخ هذا الكلام على هذا المثال: «وما كان من هذين أيضا فهو أقل آفة من أن يكون المرض نفسه بهذه من الحال» حتى تفهم الآفة العارضة من العلتين اللتين ذكرهما وهما الدود ووجع الفؤاد. ومنفعة هذه الأقاويل كلها هي نافعة في الاستدلال على سلامة الأمراض وخبثها.
পৃষ্ঠা ৯৬