إن كان ما بلغت عني فلامني صديق وشلت من يدي الأنامل
وكفنت وحدي منذرًا بردائه وصادف حوطًا من أعادي قاتل
فقد عقب بعد شرحهما بقوله: "فإن قيل فما في البيتين من الحماسة فالجواب أنه يعتذر ما نسب إليه من النكول في الحرب، وينتفي منه، وهذا فعل الشجاع. ولقد أثبتنا في هامش هذه الحماسية ان تعليله هذا أفضل من تعليل المرزوقي الذي قال فيه: "ودخل هذان البيتان في الباب لما اشتملا عليه لفظًا ومعنى من الفظاظة والقسوة".
ومن أمثلته أيضًا ما جاء في بيتي بكير بن الأخنس اللذين وردا في باب الحماسة وهما:
نزلت على آل المهلب شاتيًا غريبًا من الأوطان في زمن محل
فما زال بى اكرامهم واقتفاؤهم وإلطافهم حتى حسبتهم أهلي
فقد قال معللًا لوجودهما في باب الحماسة: "ليس في هذين البتيين ذكر الحماسة إلا أن الأبيات قبلها اشتملت على الحماسة وإكرام الجار فأورد أبو تمام هذين البيتين لأنهما في مبالغة إكرام الجار".
قيمته فيما حددناه من فترة زمنية:
وإذا كان قد أوضحنا فيما سبق قيمة هاذ الشرح بالنسبة للمنهج الذي سلكه صاحبه، فإن له قيمة أخرى بالنسبة للشروح التي صدرت في الفترة الزمنية التي حددناها بنهاية القرن السادس الهجري، وتبرز هذه القيمة في الإضافات التي حققها الشرح في نسبة القطع التي وردت في اختيار الحماسة دون نسبة إلى قائل فأبان الشرح قائليها، فالمعروف أن أبا تمام كان يصدر قطعًا في الاختيار بقوله: "وقال رجل من أسد" أو من طئ أو "وقالت امرأة من طئ "أو من أسد، وأحيانًا كثيرة "وقال
2 / 57