رفعت له ناري فلما اهتدى بها زجرت كلابي أن يهر عقورها
قال منتقدًا "ولم يجود في قوله زجرت كلابي لأنه لو كثرت ضيفانه لألفته الكلاب".
وأغلب نقده للشعر يأخذ صفة العموميات التي تنطوي على أحكام عامة لا تستند إلى تعليل، وذلك مثل قوله في بيت العريان بن سهلة الجرمي الذي يمدح فيه قومًا ويقول فيه:
كأنما الطير منهم فوق هامهم لا خوف ظلم ولكن خوف إجلال
فقد عقب عليه بقوله: "وقيل أن هذا أحسن ما قيل في الإجلال".
ومثله ما جاء في بيت حاتم الطارئ الذي يقول فيه:
وإنك مهما تعط نفسك سؤلها وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
فقد قال فيه: "وهذا بيت سائر أجود ما قيل في معناه".
ومثل ذلك أيضًا قوله في القطعة الأولى التي وردت في باب الملح وهي من بيتين جاء فيهما:
يقول لي الأمير بغير جرم تقدم حين جد بنا المراس
ومالى إن أطعتك من حياة ومالى غير هذا الرأس راس
نراه يشيد بهما فيقول: "وهذا أحسن ما قيل في الجبن".
وعلى أنه إن كان في غلبة نقده انطباعيًا أكثر منه فنيًا إبداعيا، فإنه قد دل على مقدرة فائقة في ربط الأبيات ومعانيها وإيجاد الوحدة المعنوية بينهما، ومن أمثلة ذلك ما ذكره في بيتي أبي صخر الهذلي وهما:
2 / 54