الحديث وهو الإيجاز في الشرح، فإذا كانت ألفاظ البيت واضحة لا تحتاج إلى شرح بالمعنى فقط، وإذا كان بعضها يحتاج إلى شرح شرحه ثم أتى بالمعنى.
قال في شرح آخر بيتين وردا في الحماسة، وهما البيتان اللذان وردا في وصف الديكة:
على نغانغ سالت في بلاعمها ... كثيرة الوشي في لين وترقيق
كأنما لبست أو ألبست فنكا ... فقلصت من حواشيها عن السوق
قال: "نغانغ جمع نغنغ ونغنوغ، وهي لحمات متعلقة إلى جنب اللهاة، وقيل النغانغ هنا ما سال تحت منقارة كاللحية، وهذا أشبه شيء بمعنى البيت، وقوله كأنما يعني الديوك لبست أو ألبست فنكا، والفنك أشبه شيء بلون الديك الأبيض ثم احترز بقوله: فقلصت بقوله: فقلصت من حواشيه، أي ارتفعت حواشيه أي جوانبه، ومن زائدة. المعنى: أبدع في تشبيهها بلابس الفنك، واحترز بقوله فقلصت من الطعن عليه".
أما المرزوقي فقد روى البيت الأول "على نعانع" بالعين غير المعجمة وقال: "النعانع أعراف الديكة، وأصل التنعنع الاضطراب، ولذلك قيل للطويل المضطرب النعنع، ونعانع المنطقة ذنابها، والبلعوم والبلعم مجرى الطعام وباطن العنق".
هذا كل ما قاله المرزوقي في شرح البيتين، فأي الشرحين أقل عناية بالمعاني في تفسير الجزء الأخير من الاختيار وأي إفادة أفادها المصنف في شرحه من المرزوقي في هذه القطعة؟ . وإذا كان الدكتور عسيلان قد ذهب من كلامه هذا إلى الاتفاق الذي يحدث عادة بين الشراح في تفسير اللفظة الواحدة، وذلك مثل تفسير لفظة
2 / 28