هذا ما فهمه المصنف من البيت، أما المرزوقي فقد قال في معني «أسم القصائد» أعملها بما يصير كالسمة عليها حتى لا تنسب إلي غيري، وحتى يعرف منها السبب الذي خرجت علية، فمن سمعها عرف قصتها، ولهذا قال: إن القصائد شرها إغفالها أي شر الشعر ما لا ميسم لقائلة والمقول فيه علية. ثم عرض رأيا آخر في البيت قال: «وسمعت من يقول: في البيت إنه مقلوب، والمراد أسم العدا بقصائدي كما قال الآخر:
جعلت له من فوق العرانين ميسما
والأول أكشف وأصح بدلالة أن الغفل جعله من القصائد فكذلك الموسوم يجب أن يكون منها».
ولا شك أن الفرق واضح بين التفسيرين، فالأول يذهب إلي أن السمة هنا الجودة القائمة علي جزالة المعني وبراعة اللفظ، أو هي أن يذكر في القصيدة المهجو حتى تشيع بين الناس وتروي، أما الآخر فيذهب إلي أن السمة هنا هي العلامة التي تميز شعرة، فلا ينسب إلي غيرة، أو تعني السبب الذي قيلت القصيدة من أجلة، فيعرف السامعون قصتها، ولم يقف المصنف عند قول الشاعر: «أن القصائد شرها إغفالها» ولكن واضح من شرحه أنه يذهب إلي أن شر القصائد ما لا جودة فيها، أو لم يذكر فيها أسم المهجو، في حين أن المرزوقي يفسر العبارة بأن شر القصائد ما لا سمة لقائلها أو دلالة تدل علي المقول فيه، والمقول فيه هنا هو المهجو، وهذا يدل علي أنها التقيا في هذا الجانب الجزئي من التفسير، غير أن ذكر المهجو في الشعر وأن كان سمة تسم القصيدة وتميزها فإنه لا يعني الجودة التي ذهب إليها المصنف في تفسيره الأول وأعتمدها في مجمل المعني.
وفي بيت عبد الشارق بن عبد العزي الوارد في الحماسية (١٥٢) وهو البيت القائل:
ألا حييت عنا يا ردينا نحييها وإن كرمت علينا
2 / 16