শারহ ফুসুল আবুক্রাত
شرح فصول أبقراط
জনগুলি
[aphorism]
قال بقراط: "متى انقطع عظم أو غضروف أو عصبة أو المواضع الرقيقة من لحم اللحي أو القلفة لم ينبت ولم يلتحم."
[commentary]
التفسير: "انقطاع هذه الأعضاء هو ذهاب جزء منها وقوله لا ينبت أي لا يعود بدل الجزء الذاهب ولا يتولد مثله. وقال لا يلتحم على سبيل الترادف وإن كان بينهما فرق وذلك أن النبات هو تولد جوهر مثل جوهر الذاهب والالتحام هو التزاق طرفي الجسم الذي قد افترق اتصاله. وإنما صار لا يعود بدل الجزء الذاهب من العظم والغضروف والعصب والجلد لأن هذه من الأعضاء الاصلية التي يكون تولدها عند جالينوس من المنى ولأن المنى لا يكون عتيدا في الموضع الذي ذهب جزء * منه (75) . فليس يوجد لاجزاء الذاهبة من هذه الأعضاء مادة تخلف عليها بدلها ولا كذلك اللحم، فإنه يتولد من الدم ولذلك متى ذهب جزء منه وجد له مادة يتولد منها بدله. ولك أن تعلم أن الطبيعة تحتاج في توليد اللحم أن يحيل الدم إحالة قليلة إذ كان قريبا في جوهره وطبيعته من طبيعة جوهر الدم ويحتاج أن يسعي سعيا كثيرا في عمل الأعضاء المذكورة لأنها يضطر أن يحيل الدم إحالات كثيرة حتى تعمل منه تلك الاعضاء إذا كانت جوهرها بعيدة من جوهر الدم وطبيعته جدا. وطبيعة العضو الآلم تضعف وتقصر عن أن تقوي على تلك إحالات فلذلك لا يعود بدل الأعضاء المذكورة إذا ذهبت. وأما ما نظن بأن الجلد يعود بدل الذاهب منه فلا كذلك بل يصلب سطح اللحم حتى يكون خلفا من الجلد الذاهب ولذلك يستعمل في هذا الباب أدوية تفني رطوبة اللحم نفسه إذا كان الجلد يبيس من اللحم. ولذلك صار الدواء المدمل أكثر تجفيفا من اللحم * بكثير (76) إذا كان الملحم يكثر إذا كان يحتاج إلى أن تفني الرطوبة الفضلية فقط. وأما ما زعم الرازي في الجامع الكبير أن الاذن قد يمكن أن تعلو علوا كثيرا إذا أديم * حكها (77) كل يوم وعولج بالمرهم الأسود، فليس هو نبات جوهر صادق الغضروفية وإلا كان يعمل كل جزء يتولد فيما بعده من أنبات غضروف مثله ما عمله فيه ما قبله من طبيعة الغضروف الأصلي في أنباته إذ كان إذا أمكن أن ينبت الجزء الصغير من الغضروف لم يمتنع أن ينبت الكثير منه فيكون كل جزء مما قبله يوجد مولدا لما بعده فيعود الأذن إلى حالها الأول. وقد فهم قوم من قوله "فلم يلتحم" على أنه متى انخرقت هذه الأعضاء المذكورة لم تلتحم وهذا لا يصح كليا فإن العظم لصلابته لا يلتحم ولهذا متى انكسر عظم بنصفين فإنهما يرتبطان بدسل؟؟ CB1 180B ولا يلتحمان ولا إذا أشق عظم نافذ إلى الجانب الأخر. فأما الجلد فلا يزال يلتحم أحد الجزئين المتفرقين بالأخر. فإن كان لا يلتحم في موضع كالجزء الرقيق * كاللحمي (78) وكالقلفة فإنها لا تلتحم بحسب ما يراه جالينوس لأن شفتي الجراحة يتباعد احدهما من الأخر تباعد لا يلتامان التياما يبقي أحدهما ملاقيا لصاحبه مدة يلتحمان فيها. وأنت فأفهم أن جلد الإنسان رقيق جدا أكثر من جلود سائر الحيوان بقدر عظيم جثته وفي جميع الجلود رطوبة لزجة مخاطية وهي في بعضها أقل وفي بعضها أكثر مثل الرطوبة التي في جلود البقر وهي التي يتهيا منه الغراء. وإذا كان الجلد من الانسان أرق ثم * يوجد (79) في موضع من المواضع خاليا عن اللحم البتة. فإنه لا يلتحم أصلا إذا قطع مثل الجزء الرقيق من الوجنتين وطرف القلفة فينضاف هذا إلى العلة التي قالها جالينوس. وأما ما شق الغضروف فإن الرازي حكى أنه * رأى (80) جفنا شق من باطنه لإخراج سلعه فالتحم سريعا أسرع من ظاهره. فلذلك قال لا ينبغي أن يخاف ولو أشق الجفن كله لأنه يلتحم. وإنه رأى طرفي الأنف في موضع الغضروف يلتحمان. وأنا أحسب أن الجلد المطيف بأمثال هذه المواضع يلتحم فيتوهم أن الغضروف قد التحم تحته بل أحسب أن أطراف الاشفار داخلة في عداد الجزء الرقيق من الحمي والقلفة في عدم بقاء الالتقاء وفيما بين الطرفين جوهر غضروفي كما فهمته من التشريح. وإن الرازي عنى بانشقاق الجفن كله صاعدا أنه من * الانسان (81) أطرافه . فأما انشقاق العصب * بالطول (82) فلا يزال يلتحم وبالعرض يتباعد أحد الشقين عن صاحبه ولاغر؟ CB1 181B وأن لا يلتحم."
20
[aphorism]
قال بقراط: "إذا أنصب دم إلى فضاء على خلاف الأمر الطبيعي فلا بد من أن يتقيح."
[commentary]
التفسير: "قوله على خلاف الأمر الطبيعي يحتمل أن يكون صفة للفضاء وذلك أن الدم إذا أنصب إلى عضو وكان رديئا فإنه لحدته يفسد ما حوله من الآلات ويحدث لنفسه فضاء وهو بخلاف الأمر الطبيعي ولا بد من أن * يتقيح (83) الدم فيه لأن الحار الغريزي إذا دام انضاجه احاله بمعاونة الحار الغريب الناري إلى التقيح وهذا التفسير أليق بنص أبقراط. ويحتمل أن يكون صفته لانصباب الدم فإنه ليس للدم أن ينصب بالطبع إلى الأعضاء التي لها تجاويف كالمعدة والامعاء والأرحام والمثانة والكلى متى أنصب إليها دم فقد أنصب إلى فضاء بخلاف الأمر الطبيعي. ومتى فهم على هذا الوجه فليفهم من قوله يتقيح أي يفسد لأنه ليس للدم مهما أنصب إلى بعض التجاويف إن يتقيح أبدا لكنه يفسد لا محالة لأنه يعدم الترويح والحار الغريزي معا فيعدم الطبيعة العروقية التي كانت تحفظه على الدموية فيستحيل إلى ضرب من الفساد أما إلى التقيح في الأورام كما فهمت أو إلى الجمود لأنه يبرد ويغلظ ويصير عبيطا وربما يكمد ويسود أو يستحجر. وأفهم أن الدم في الجملة مهما خرج عن وعايه تغير لا محالة ثم قد يكون تغيره من قبل أن الطبيعة تسلك به سبيل الإستحالة إلى جوهر أخر كالحال في احالتها له إلى الرطوبة الردادية في فرج الأعضاء المتشابهة الأجزاء أو إلى الريق أو ألى اللبن أو المنى أو الودي في فرج * اللحوم (84) الغددية التي لهذه الرطوبات وربما كان تغيره إلى الفساد كما علمت."
21
অজানা পৃষ্ঠা