الشرح: لما أوجب الملازمة على الشيء الذي أوجب القياس نفعه وإن لم يظهر أثره، وجب أن يبين أن ذلك ليس دائما على السواء، فليس يجوز المداومة على تبريد الشيخ كالمداومة على تبريد الشاب، وذلك لأن الأسنان أحكامها مختلفة، فربما اقتضى سن ما أمرا واقتضى آخر مقابله، كمن يكون بطنه في شبابه (112) لينا، فإنه إذا شاخ يبس بطنه، وقد بينا ذلك. وأما أنه من كان لين البطن كانت حاله أحسن، ومن B كان يابسه كانت حاله أردأ. فلأن لين البطن يكون فضلاته قليلة لأنها تندفع بلين بطنه، ولا كذلك يابس البطن.
[aphorism]
قال أبقراط: عظم البدن في الشبيبة ليس يكره بل يستحب، إلا أنه عند الشيخوخة يثقل ويعسر استعماله ويكون حاله أردأ من حال البدن الذي هو أنقص منه.
[commentary]
الشرح: هذا الفصل في معنى الأول ويدل على اختلاف موجبات الأسنان، وليس يعني بالعظم السمن فقط، بل ما كان عظيما في أقطاره الثلاثة، ودونه ما كان عظيما في طوله فقط. وإنما كان العظم يستحب في الشبيبة إذا كان العظم في الأقطار الثلاثة لأن ذلك يكون لكثرة الرطوبات الغريزية، ولاشك أن ذلك مستحب في الشبيبة؛ وأما في الشيخوخة، وإن كان من تلك الجهة مستحبا أيضا، إلا أنه رديء من جهة أخرى، وهو أنه يثقل ويعسر استعماله.
تمت المقالة الثانية بعون الله تعالى.
المقالة الثالثة (113)
পৃষ্ঠা ১২০