শারহ ফুসুল আবুকরাত
شرح فصول أبقراط
জনগুলি
البحث الأول
في صلة هذا * الفصل (335) بما قبله * وهي (336) أنه لما ذكر أن الأغذية المحضة تزيد في غير البدن النقي شرا ولا شك أن هذا الحكم يختلف باختلافها * أي في لطافتها (337) وغلظها فما كان منها لطيفا كان إحداثه للشر أقل من إحداث الغليظ ذكر في هذا الفصل أن الامتلاء من الشراب أسهل * منه (338) من الطعام. وذلك لأن الشراب ألطف من الغذاء. وبهذا يندفع اعتراض يورد في هذا الباب وهو أنه لقائل أن يقول: لما ذكر أن الناقه إذا لم * يقو (339) باستعمال الغذاء فالواجب تنقية بدنه. وذلك لوجهين، أحدهما أن البدن الغير * النقي (340) كلما غذوته زدته شرا. والثاني أن البقايا التي تبقى من الأمراض بعد البحران من عادتها أن تجلب عودة من المرض ثم جاء هذا الفصل دخيلا بين الفصلين فنقول وجه إدخاله ما ذكرناه. وذكر الفاضل جالينوس أن الإمام أبقراط لما تكلم * من قبل (341) فيمن يحتاج إلى * أن (342) يغذى * حتى (343) يعود بدنه إلى ما كان عليه ذكر * هاهنا من (344) أصناف الأغذية * مما (345) يغذو * البدن (346) أسرع. فقال: إن الشراب * يغذو (347) أسرع من الطعام.
البحث الثاني:
المراد بالشراب في عرف الطب ماء العنب، غير أنه ينقسم بحسب زمانه إلى الحديث والعتيق والمتوسط. فالحديث ما لم يجاوز ستة أشهر. ومثل هذا النوع الغالب عليه الغذائية لكثرة رطوبته ولا سيما الحلو منه إلا أنه يولد نفخا ورياحا لقصور حرارته يسبب كثرة رطوبته. ولذلك كثيرا ما يوقع في الإسهال الكبدي. وذلك لكثرة ما يحدث في الكبد من النفخ والرياح ولإرخائه إياها. وأما * العتيق (348) فهو ما يجاوز حولين فإنه في حكم الدواء وخصوصا الصافي والمر منه. وذلك لأن الشراب كلما طال PageVW5P068A زمانه تحلل منه * ما به (349) تكون التغذية، وهو الرطوبة واحتدت حرارته. فلذلك يصير أحر وأيبس وألطف. ولما كان حاله كذلك صار يستعمل في معالجة الأمراض وتبديل المزاج وتفتيح السدد وإدرار المواد وإخراجها مع البول. وما توسط بين ذلك فهو المتوسط، وهو المحكوم عليه بجودة الغذاء.
البحث الثالث:
في بيان المقدار المستعمل منه. اعلم أن المقدار المستعمل من الشراب يختلف باختلاف الأمزجة والعادات. فرب شخص يستعمل منه مقدارا ما هو قليل بالنسبة إلى شخص آخر وكثير بالنسبة إلى آخر. ولما كان الحال كذلك كان المقدار المستعمل منه مأخوذا مما يحصل منه من السرور والنشاط واحمرار اللون وحسن البشرة وربوها. فمثل هذه الأمور إذا حصلت وكانت أخذه في الازدياد فهناك المقدار الواجب استعماله. ومتى أخذ النعاس * يغلب (350) والغشيان يظهر وأفعال الدماغ تتشوش فالواجب تركه فإن الأول يدل على امتلأ بطون الدماغ أبخرة كثيرة والثاني على طفوء الطعام على فم المعدة. والثالث على تشوش القوى الدماغية واضطرابها بسبب ارتفاع الأبخرة إليه. فقول الإمام أبقراط لأن يملاء البدن من الشراب أسهل من أن يملاء من الطعام إذا كان بالمقدار المعتدل الواجب استعماله.
البحث الرابع:
تواتر السكر * يوقع (351) في أمراض بعضها خاص بالدماغ * وبعضها خاص بالعصب وبعضها خاص بالقلب وبعضها خاص بالكبد وبعضها بالمفاصل (352) . أما التي بالدماغ ففساد مزاجه وذلك لكثرة ما يرتفع إليه من الأبخرة الشرابية فترخي جوهره * وتسد (353) أرواحه. ولذلك كان الغالب على مدمني الشراب بلادة الذهن * ومن (354) هذا القبيل إحداثه للسكتة والصرع. وذلك لما * ذكرناه (355) ولأنه ينفذ المواد إلى جهة الدماغ وهي غير منهضمة. وأما التي بالعصب فالفالج والرعشة والتشنج الامتلائي والكزاز. وذلك لوجوه ثلاثة أحدها * لأنه (356) يبل جوهر العصب ويرخيه تبعا لبله جوهر الدماغ وإرخائه إياه أيضا بسبب الأبخرة المتصاعدة إليه. وثانيها * لأنه (357) ينفذ المواد * إليه (358) وهي غير منهضمة. وثالثها * لأن (359) الصرف منه يستحيل إلى الصفراء أو يلذغ جوهر العصب والكثير الماء يستحيل عنده إلى الحموضة والخلية * وهو (360) من أضر الأشياء بالعصب. وأما التي بالقلب PageVW5P068B * فالغشي (361) والخفقان والموت فجأة. وذلك لأنه ينفذ إلى القلب مواد متوفرة لكونه من المفرحات ولأنه يغمر الحرارة بكثرة مقداره * صنيع الحطب (362) الكثير الذي يوضع على نار ضعيفة. وأما التي بالكبد فالإسهال الكبدي. وذلك لوجهين أحدهما لدوام مروره على الكبد فيفدها حرارة. وثانيهما لتنفيذه المواد الغير * النضيجة (363) إليها فتعجز عن هضمها وإحالتها. وأما الخاصة بالمفاصل فلثلاثة أوجه أحدها أنه ينفذ المواد إليها. وثانيها أنه يرخي الأعصاب المحركة على ما عرفت فتضعف حركتها. وثالثها أنه يحرك المواد فتنصب إليها غير أنه يجب أن تعلم أن ضرره بالدماغ أشد من ضرره بباقي الأعضاء المذكورة. وذلك لأنه على محاذاة المعدة فيكون وصول بخاره إليه أسرع لا سيما وهو قابل لذلك لرطوبة مزاجه PageVW1P030A وتخلخل جرمه. والكبد وإن كان دائم المرور بها غير أن جرمها صلب والمجاري * النافذة (364) فيها دقيقة فيبطئ جريانه وتضعف قوته لا سيما وقد تقدم فعل المعدة فيه. وأما القلب فإن تأثيره فيه وفعله * فيه (365) بعد استحالته دما وفعل المعدة والكبد فيه وكذلك حاله مع الإعصاب.
البحث الخامس:
الشراب له ترتيب في استعماله لا بد من اعتباره وهو أنه ينبغي أن يبدأ فيه بالأقداح الصغار ثم بالكبار. وذلك لثلاثة * أوجه (366) أحدها ليكون استعماله بالتدريج. وثانيها أن المعدة تكون عقيب هضم الغذاء فتكون عاجزة عن هضم ما كبر من الأقداح. وثالثها أن النفس تكون كارهة له في مبادئ استعماله فإذا ابتدأ بالكبار ربما قذفته المعدة وأخرجته عنها. أما إذا ابتدأ بالصغار لم يحصل شيء من ذلك. فقوله لأن يملأ البدن من الشراب * أسهل (367) من أن يملأ من الطعام أي * بالشروط المذكورة (368) . ومع ذلك * فالواجب (369) أن يكون بين كل قدح وقدح زمان * ما (370) ينهضم الأول قبل * ورود (371) الثاني.
অজানা পৃষ্ঠা