শারহ ফুসুল আবুকরাত
شرح فصول أبقراط
জনগুলি
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث تسعة.
البحث الأول
في * صلة هذا الفصل بما قبله (1400) . قد علمت أن الغذاء المستعمل في زمان المرض يقدر غلظه ولطافته بحسب مدة المرض واحتمال القوة والسن غير أن لأوقات السنة * في (1401) ذلك أثر عظيم. فإنه مثلا إذا حصل مرض حاد لشخصين * متساويي (1402) الأحوال في زمان الشتاء وزمان الصيف فإنه لا يبالغ في تلطيف الغذاء المستعمل في زمان الشتاء كما يبالغ * فيه (1403) في زمان الصيف لأن الحرارة الغريزية في زمن الشتاء في الباطن متوفرة. ولما كان هذا الأمر معتبرا ليس في حال المرض فقط بل وفي حال الصحة وكان العمدة في ذلك توفر الحرارة الغريزية على ما بيناه في الفصل الماضي، جعل هذا الفصل يتلوه في الترتيب.
البحث الثاني
في تحقيق القول في الفصول الأربعة. نقول السماء جسم كري وله حركتان أحدهما من المشرق إلى المغرب وهذا الحركة خاصة بالجرم الأول ومثل هذه الحركة تسمى الحركة اليومية لأن الفلك المذكور يدور كل يوم دورة تامة بالتقريب على قطبين * ثابتين (1404) أحدهما من جهة الشمال والآخر من جهة الجنوب. والثانية من المغرب إلى المشرق * وهذه هي (1405) الحركة الخاصة والجرم الأول في وسطه دائرة تقطعه بنصفين بعدها عن الأقطاب على السواء تسمى منطقة ذلك الجرم، وتسمى أيضا معدل النهار لأن الشمس إذا وصلت إليها وبحركتها الخاصة اعتدل الليل والنهار في جميع المعمورة PageVW5P034A وفي الأرض دائرة موازية تقسمها بنصفين متساويين أحدهما من جهة الشمال والأخرى * من (1406) جهة الجنوب تسمى خط الاستواء، وفلك البروج موضوع تحت الفلك الأول وفي وسطه دائرة عظيمة حاصلة بحركة مركز الشمس تمر بمعدل النهار * وتقطعه (1407) بنصفين لأنهما دائرتان PageVW1P012B عظيمتان وتسمى * هذه (1408) الدائرة فلك البروج وهي منطقة هذا الفلك وتقسمه من * المغرب إلى المشرق (1409) باثني عشر قسما كل فسم منها يسمى برجا وهي الحمل والثور والجوزاء * والسرطان (1410) والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدالي والحوت. وموضعا التقاطع يسميان * العقدتين (1411) . أحدهما عند رأس الحمل وتسمى الاعتدال الربيعي لأن االشمس إذا بلغته، استوى الليل والنهار في جميع الأقاليم. والأخرى عند رأس الميزان وتسمى الاعتدال الخريفي لأن الشمس إذا بلغت هذه النقطة، استوى الليل والنهار في جميع الأقاليم. وتمر بأقطاب الدائرتين المذكورتين أي دائرة معدل النهار وفلك البروج دائرة أخرى تقطعها بنصفين على نقطتين تسميان المنقلبتين. أحدهما شمالية وهو أول السرطان والأخرى جنوبية وهو أول الجدي. والأولى متى سامتتها الشمس، انقلب الزمان من الربيع إلى الصيف. والثانية متى سامتتها الشمس، انقلب الزمان من الخريف إلى الشتاء. وهذا الحكم جميعه بحسب البلاد الشمالية. وأما بحسب * البلاد (1412) الجنوبية فالأمر بالضد. فإن زمان الصيف هنا هو زمان الشتاء هناك وزمان الخريف هنا هو زمان الربيع هناك. وفي خط الاستواء الحكم فيها على غير ما ذكرنا. فإن هناك ربيعين وصيفين وخريفين وشتائين. فإن الشمس عند ما تهبط إلى جهة الجنوب، تسامت هذه الجهة فيكون هناك صيف ثم عند بعدها عنها غاية البعد في الجهة المذكورة يكون هناك شتاء وبين الصيف والشتاء خريف ثم عندما تأخذ في الميل إلى جهة الشمال يكون هناك ربيع ثم تحصل المسامتة فيكون هناك صيف ثم تمعن في الأخذ إلى جهة الشمال فيكون هناك شتاء وبين الصيف والشتاء خريف. فعلى هذه الصورة تحدث الفصول في خط الاستواء ويكون عددها ثمانية. وأما فيما عدا هذه البقعة فعلى ما ذكرنا. ويظهر مما قلنا إن الفصول الأربعة في الجانب الشمالي والجنوبي عبارة عن أزمنة * انتقالات (1413) الشمس * في ربع ربع من فلك البروج (1414) مبتدئة من النقطة الربيعية. * وإنما (1415) قلنا من النقطة الربيعية ولم نقل من رأس الحمل لتشتمل جميع فصول المعمورة فإن ذلك أول الحمل في الجانب الشمالي وأول الميزان في الجانب الجنوبي وفي خط الاستواء نقطة أخرى. وقلنا في ربع ربع من فلك البروج لا يصح إلا في الجانب الشمالي والجنوبي. وابتدأنا PageVW5P034B * بالفصول (1416) الأربعة بالربيع لأنه أعدلها وما كان كذلك * فهو (1417) أولى بالتقدم. فهذه الفصول الأربعة عند المنجمين. وأما عند الأطباء فهي فير تلك. وذلك لأنه ينظر فيها لا من حيث هي زمان ولا من حيث هي * حادثة (1418) عن انتقال الشمس الانتقال المذكور بل من حيث هي مؤثرة في بدن الإنسان وهي إنما تكون كذلك من حيث تسخينها أو تبريدها واعتدالها. فلذلك كان الصيف عندهم عبارة عن الزمان الحار والشتاء عبارة عن الزمان البارد والربيع هو الذي لا يحتاج فيه في البلاد المعتدلة إلى دفاء يعتد به للبرد أو ترويح يعتد به للحر. وذلك هو ابتداء نشوء الأشجار وظهور الأزهار ثم الأثمار. فيكون زمان الصيف والشتاء أطول من كل واحد من زمان الربيع والخريف لأن أول الربيع شبيه بالشتاء في البرد وآخره شبيه بالصيف في الحر. وكذلك أول الخريف شبيه بالصيف في الحر وآخره شبيه بالشتاء في البرد * والله أعلم (1419) .
البحث الثالث
في ذكر مزاج كل واحد من الفصول الأربعة. أما الربيع فمعتدل بين الكيفيات الأربعة، وذلك لأن قوة التسخين إما للمسامتة أو لدوامها والربيع لم يوجد فيه شيء من ذلك. فهو معتدل بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة. وليس على ما ظنه أبقراط أنه حار رطب فإنه لو كان كذلك لكان من أردأ الفصول لأنه يكون قابلا * للتعفن (1420) . وأما الصيف فهو حار يابس. أما أنه حار فلوجود المسامتة فإن اللشمس في مثل هذا الوقت تكون مسامتة لرؤوسنا فيكون الشعاع الفائض عنها في ذلك الوقت قويا ونكون نحن في مثل هذا االوقت في وسط الشعاع أو في القرب من الوسط. ويلزم من ذلك قوة الضوء وذلك موجب لقوة التسخين لا لأن أشعة الشمس تحدر شيئا من الأجزاء النارية فإنه لو كان كذلك لكانت قلل الجبال أحر من الأودية والوجود بخلافه. ولا لأن الشمس حارة فإنه قد * ثبت (1421) في غير هذا الفن أن الأجرام الفلكية ليست بحارة ولا باردة ولا رطبة ولا يابسة وكيف يكون كذلك وهي ليست بثقيلة ولا خفيفة لأن حركتها ليست إلى المركز ولا عنه بل حوله، والثقل والخفة لازمان منعكسان على الحرارة والبرودة، فهي ليست موصوفة بشيء من الكيفيات PageVW1P013A . وأيضا لو كانت كذلك لكانت قلل الجبال أحر من الأودية والأغوار والوجود بخلافه ولا لأن الشعاع والضوء متى فويا، خلخلا جوهر النار وكبر احجمها فأحالت بعض الأجزاء الهوائية القريبة منها إلى النارية * وحينئذ (1422) يسخن ما يقرب منها تسخينا قريبا من الطبيعة النارية. وذلك لأنه لو كان الأمر كذلك * للزم (1423) أن تكون قلل الجبال أحر من الأودية والأغوار. وأما أنه يابس فلأنك قد عرفت أن الشمس تكون فيه مسامتة لرؤوسنا ويلزم ذلك اشتداد الحر وذلك موجب لتحليل ما يخالط الهواء PageVW5P035A من الرطوبات ويخلخل جوهره ومشاكلته للطبيعة النارية ولقلة ما يقع فيه هي من الأنداء والأمطار. وأما الخريف فقال الأطباء إنه معتدل بين الكيفيات الأربعة والحق أنه معتدل بين الحرارة والبرودة خارج عن الاعتدال إلى جهة اليبوسة. وذلك لأن بعد الشمس عنا في * زمن (1424) الخريف كبعدها في * زمن (1425) الربيع غير أن الخريف لم يحصل فيه ما يوجب * ترطيب (1426) هوائه حتى يعتدل بين الرطوبة واليبوسة. ورطوبة الهواء هاهنا عبارة عن اختلاط أجزاء مايئة به، ولا شك أن هواء الصيف خال من هذه الأجزاء. ولو حصلت فيه هذه الأجزاء حتى يرطب هواؤه، فإما أن تكون واردة عليه من خارج أو من داخل. فإن كانت من خارج فإما أن تكون بنزول مطر أو بصعود بحار يخالطه. والكائن من داخل هو أن ينقلب بعض الأجزاء الهوائية ماء ويخالط ما لا ينقلب ويفيده رطوبة. لكن الخريف لم يحصل فيه شيء من ذلك. أما الأول ففساده ظاهر وهو نزول المطر. وأما الثاني فهو كائن عن حرارة قوية في باطن الأرض ليقدر على التبخير * وحر (1427) ضعيف في الجو لأن * القوى (1428) تحلل ما يتصاعد وتجعله هواء وحال الجو والأرض في الخريف بضد ذلك. أما باطن الأرض فهو أبرد مما هو في الشتاء لأن مسامها متخلخة بحر هو الصيف. وأما الجو فإن الحرارة فيه قوية بسبب قربنا من المسامتة. وأما الداخل فإنه وإن كان البرد القوي يفعله كما يدل عليه حال الأواني التي تجعل في الجمد أو تحيط بها غير أن برد الخريف برد ضعيف لا يقوى على ذلك . فإن قيل هذا الكلام فيه نظر من وجهين أحدهما أن يقال: لم لا اعتدل الخريف وانتقل إلى الرطوبة كما انتقل إلى البرودة؟ وثانيهما أن الهواء الشتائي الرطب اعتدل بالحرارة الضعيفة الحاصلة في الربيع، فلم لا اعتدل الهواء الصيفي بالبرودة الضعيفة الحاصلة في الخريف؟ والجواب عن الأول نقول: الانتقال إلى البرودة أسهل من الانتقال إلى الرطوبة، وذلك لأن * البرودة كيفية فعلية والرطوبة كيفية انفعالية (1429) . فيكون تأثير الكيفية * الأولى (1430) في الشيء أسهل من * تأثير (1431) الكيفية * الثانية (1432) فيه. ويظهر لنا هذا ظهورا بينا إذا أخذنا جسمين متساويين في اليبوسة وقربنا أحدهما من شيء بارد والآخر من شيء رطب بحيث أن تكون برودة ذلك كرطوبة هذا فإنا نجد * المدنو (1433) إلى البارد يبرد أسرع من ترطيب * المدنو (1434) إلى * الرطب (1435) . والجواب عن الثاني أن الاستحالة إلى * الخفاف (1436) تكون بسهولة فأن أدنى حر يجفف وليس أدنى برد يرطب لأن إعدام الشيء أسهل من إيجاده فإن الأول يكفي فيه بسبب واحد، والثاني يحتاج إلى عدة أسباب. وأما الشتاء فبارد رطب. أما برده فلبعد الشمس عن مسامتة رؤوسنا فإن الشمس في مثل هذا الوقت بالنسبة إلينا تكون منوجهة إلى البروج الجنوبية. وأما الرطوبة فلكثرة ما يقع فيه من الأنداء والأمطار ولتكاثف الهواء وبعد مشاكلته للطبيعة النارية * والله أعلم (1437) .
البحث الرابع
في علة سخونة الأجواف في زمن الشتاء. لا شك أن الحس يشهد PageVW5P035B بتوفر الحرارة في باطن البدن في زمان الشتاء بالنسبة إلى * زمان (1438) الصيف. ولذلك صارت شهوة الطعام تقوى فيه وتجود الهضم وبحصب الأبدان وبحسن ألوانها وغير ذلك من الآثار الدالة على توفر الحرارة في الباطن. قال جالينوس في شرحه لهذا الفصل قد أخبرنا أرسطاطاليس بالعلة في ذلك وهو أن الحرارة الغريزية تهرب من البرد الخارجي فتكمن كما أنها في الصيف به تبرز وتخرج إلى الشيء المناسب المجانس فيتحلل جوهرها ويتفشش في الصيف. وهذا القول فيه نظر وهو أن الحرارة عرض والعرض يستحيل أن ينتقل بذاته على ما ثبت في غير هذا الفن. وإذا كان كذلك، فالحرارة كيف تنتقل من داخل إلى خارج أو بالعكس؟ وقال قوم إن البدن الحيواني دائما يرتفع منه أبخرة حاره فإذا ورد * عليه (1439) الهواء الشتائي كثف مسامه وسدها * وحبست (1440) الأبخرة المذكورة فضلة بالنسبة إلى الحرارة الغريزية وكيفيتها بالنسبة إلى كيفيتها، فإذا احتبست فهي إما أن توجب حرارة غريبة كما قد قيل في أسباب المرض الحار، وإما أن تجمد الحرارة الغريزية وتطفئها * بالاحتقان (1441) كما قد قيل في أسباب المرض البارد. الثاني لو كان قوة الحرارة في زمان الشتاء لاحتباس الأبخرة فلا شك أنها بطبعها تميل إلى ظاهر البدن فيكون معظم تأثيرها PageVW1P013B فيه ويلزم من هذا أنا لا نحتاج إلى دثار كثير في زمن الشتاء والوجود بخحلافه. وذهب الرازي إلى أن هذا القدر غلط من الحس، وذلك لأن البشرة تكون باردة في * زمان (1442) الشتاء لبرد الهواء الخارجي فتحس بفضل حرارة في الباطن في زمان الشتاء بخلاف حالها في زمان الصيف فإن الهواء الخارجي حار فتكون البشرة حارة فيستبرد الباطن أو تكون شبيها به. ويدل على صحة هذا أمران أحدهما أن الداخل إلى الحمام فإنه عند دخلوله يستسخن ماء البيت الأول ثم إذا دخل البيت الثاني * وتكيفت (1443) بشرته بمائه وهوائية * ثم صب (1444) عليه من ماء البيت الأول فإنه يستبرده. وثانيهما أمر البول فإنه حار خارج الحمام لبرد الهواء وبارد داخل الحمام لحرارة هوائه وليس لهذا علة سوى اختلاف البشرة. وهذا القول فاسد من وجوه أربعة. أحدها * ما (1445) نشاهده من ارتفاع الأبخرة من القني والآبار في زمان الشتاء. فلو كان ذلك من غلظ الحس، لما شوهد ذلك منها البتة في هذا الزمان بل كان يكون حالها كحالها في زمان * الصيف.وثانيها (1446) أنا نجد المياه المغترفة منها في زمان الشتاء تذيب الثلج والجمد مع شدة جمودها في هذا الفصل أسرع من تذويب ماء الصيف لهما مع * تخلخل (1447) الثلج والجمد فيه. وثالثها أنا يمكننا أن ندفئ بشرتنا في زمان الشتاء بحيث أن يصير حالها في الحرارة مساويا لما كان عليه في زمان الصيف مع أنا نشاهد ماء البئر فيه فاترا وفي زمان الصيف باردا. ورابعها أنا نرى الهضم والاستمراء وشهوة الكعام في زمان الشتاء أقوى مما هي في * زمان (1448) الصيف، فلو كانت الحرارة * الموجودة (1449) في الباطن في * زمان (1450) الشتاء هي الموجودة في PageVW5P036A في * زمان (1451) الصيف لكانت الأمور المذكورة حالها في الفصلين على السواء والوجود بخلافه. والذي اختاره الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا في هذه المسئلة على ما ذكره في الفصل الثالث من المقالة الأولى من الفن الرابع من طبيعيات الشفاء أن القوة الواحدة إذا فعلت في موضع صغير وموضع كبير كان تأثيرها في الموضع الصغير * أقوى (1452) وأكثر من تأثيرها في الموضع الكبير فإن ضوء السراح في بيته صغير أقوى من ضوئه * (1453) * في (1454) * صخرة (1455) عظيمة. فالجسم متى كان فيه مبدأ تسخين كان تسخينه لكله أضعف من تسخينه لبعضه فإن المنفعل إذا قل قوى تأثير المؤثر فيه فالبرد إذا استولى على الظاهر امتنع فعل الحرارة فيه وبقي المنفعل عنها الأجزاء * عنها الأجزاء (1456) الباطنة فيكون تأثيرها فيها أقوى. قال فعلى هذه الصورة يجب أن يعتقد حال التعاقب. وهذا الاختبار فيه اعتراف بانتقال الأعراض اللهم إلا أن يقول إن الحرارة عند هروبها إلى الباطن * هرب (1457) معها الجوهر الحامل لها وإلا فلا يصح ما قاله.
অজানা পৃষ্ঠা