শারহ ফুসুল আবুকরাত
شرح فصول أبقراط
জনগুলি
اختلف الأطباء في حركتي الفواق والقيء أيهما أقوى. فذهب طائفة منهم إلى أن حركة الفواق أقوى، وذهب طائفة منهم إلى أن حركة القيء * أقوى (33) . حجة القائلين بالأول أن حركة الفواق من المعدة لدفع ما هو متشرب في جرمها والقيء حركة منها لدفع ما هو مصبوب في تجويفها، ولا شك أن دفع ما هو مصبوب في * تجويفها (34) أسهل على الدافع من دفع ما هو محتبس في جرمها، فيكون * الفواق (35) أقوى. وحجة القائلين بالثاني وجوه ثلاثة: أحدها ما ذكره الشيخ في القانون أن حركة القيء يتقدمها في بعض الأوقات فواق، فإذا * استحفل (36) صارقيا فالحركة أولا تكون ضعيفة ثم تقوى وتوجب القيء؛ وثانيها أن حركة القيء مركبة من إرادية وطبيعية، وكل واحدة منهما لا بد وأن يستعمل جزءا من المعدة وحركة الفواق طبيعية فقط فتكون الأجزاء المتحركة في القيء أكثر من الأجزاء المتحركة في * الفواق (37) لأنه خال من الإرادة فتكون الفواعل والقوابل لحركة القيء أقوى من ذلك في الفواق فحركة القيء أقوى؛ وثالثها أن مادة القيء وإن كانت مصبوبة في تجويف المعدة PageVW5P195A غير أن حركتها بالقيء إلى خلاف مقتضي * طبائعها (38) فلو لم تكن حركته قوية، وإلا ما دفعا. * والحق (39) عندي في هذا القول الأول. والجواب عن الوجه الأول من * القول (40) الثاني أن تقدم حركة الفواق على حركة القيء لا يدل على أن حركة القيء أقوى. وذلك لاحتمال أمرين: أحدهما إذا كان في تجويف المعدة مادة فقد يحصل فواق من قبل القيء ثم القيء لا على أن القيء * أقوى (41) من حركته بل لأن ذلك يحرك الطبيعة لحركة القيء. وثانيهما أن يقال إن القيء قد يتقدمه الفواق على أن المعدة تدفع ما هو في جرمها إلى تجويفها ثم تدفع ذلك بالقيء، ولهذا كان بحران الفواق * بالقيء (42) . والجواب عن الوجه الثاني نقول: القيء على نوعين: إرادي وطبيعي. * والأول (43) يتم بحركتين ومحركين. وأما الثاني فيتم بحركة * واحدة (44) ومتحرك واحد. وإذا كان كذلك فنقول للقائل بالقول المذكور كيف تقول في القيء الطبيعي والفواق فإن مادة الأول مصبوبة في تجويف المعدة ومادة الثاني في جرمها، وكل * عاقل (45) يعلم أن دفع ما هو متشرب في جرم الشيء أصعب على الدافع من دفع ما هو مصبوب في تجويفه. والجواب عن * الوجه (46) الثالث أن أكثر المواد الخارجة بالقيء المادة الصفراوية، ولا شك أن حركة هذه المادة مناسبة لحركة القيء. وأما باقي المواد فإنها متى اندفعت بالقيء فاندفاعها إنما يكون بعد رقة قوامها ولطافة جوهرها، وحينئذ تصير طباعها مناسبة لجهة الحركة المذكورة مع أن القيء * أكثره (47) عن الصفراء وقوانين الطب أكثرية. والله أعلم.
4
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث التشنج أو الفواق بعد استفراغ مفرط * فهو (48) علامة رديئة.
[commentary]
الشرح هاهنا بحثان.
البحث الأول
في الصلة: وهو أنه لما حكم في الفصل الماضي أن حصول التشنج والفواق بعد خروج الدم مطلقا علامة رديئة قال في هذا الفصل: وكذلك في خروج غير الدم من الأخلاط. فإن أبقراط * إذا (49) قال «استفراغ» يريد به الإسهال والقيء وفي غالب الأمر وأكثر الأوقات الخارج بذينك الاستفراغين المواد الثلاثة الأخر. وأما بيان أن أبقراط يريد بالاستفراغ PageVW1P132A الإسهال والقيء ما مضى من كلامه، وهو قوله في المقالة * الأولى (50) «إن كان ما يستفرغ من البدن عند استطلاق PageVW5P195B البطن والقيء». فإن قال قائل إن لفظة الاستفراغ في وقتنا هذا تطلق على ما هو أعم من ذلك وهو على القيء والإسهال والرعاف والفصد والعرق والإدرار وخورج الدم بالحيض ومن أفواه العروق، فنقول: وعلى هذا الاصطلاح يمكن ذكر الصلة وهو أن يقال إن أبقراط من عادته إذا أراد أن يذكر حكما فإنه يثبته أولا في صورة خاصة ثم ينقله إلى ما هو أعم من تلك الصورة. وقد ذكر أولا في الفصل الماضي أن التشنج والفواق متى * حصلا (51) عقيب الدم مطلقا كان ذلك علامة رديئة، قال في هذا الفصل: لست أقول ذلك في خروج الدم فقط بل وفي الإسهال مطلقا سواء كان بالدم أو بغيره من أنواع الاستفراغات المذكورة وسواء كانت طبيعية أو صناعية. فإنه متى أعقبه ما ذكرناه كان ذلك دليلا رديئا لدلالته على خروج الرطوبات الفرغية والأصلية.
البحث الثاني:
يجب علينا أن نحقق ونعلم أيما أردأ التشنج والفواق الحاصلان بعد خروج الدم أم * الحاصلان (52) بعد خروج باقي الأخلاط. فأقول: الحق عندي أن الحاصل من ذلك بعد المواد الثلاث أردأ من * الحاصل (53) بعد خروج الدم من وجه، وهذا أردأ من ذلك من وجه آخر. أما الأول فإنه في غالب الأحوال وفي الأكثر الإفراط في خروج المواد الثلاث لا يكون إلا في أيام كثيرة فيكون الجفاف الحاصل منه في آلات الحركة وفي المعدة بالتدريج وحاصلا في زمان طويل. ولا شك أن ذلك أردأ من الحاصل دفعة لأن عوده إلى الترطيب يعسر * في (54) زمان طويل لأن الإسهالات الطويلة يكون الذاهب فيها من رطوبات البدن رطوبتين أصلية وفرعية، وفي الخارج دفعة رطوبة واحدة فقط وهي في الفرعية. ولا شك أن * إعادة (55) عوض رطوبة واحدة على الطبيعة أسهل من اعادة رطوبتين. وأما الثاني فلوجهين: أحدهما أن الدم أشرف الأخلاط * وألومها (56) بالطبيعة فيكون إضعافه للأعضاء الهاضمة أكثر من إضعاف غيره من مواد البدن إذا تساويا في المقدار. وإذا كان كذلك فيكون عود الترطيب بالأغذية أعسر لضعف الهاضمة؛ PageVW5P196A وثانيهما أن الاستفراغ الدموي الجفاف الحاصل منه في نفس الرطوبات الغريزية ومن خروج باقي المواد ليس هو في * نفس (57) تلك الرطوبات لأن الرطب من باقي المواد ليست * رطوبته (58) غريزية واليابس منها لا يحصل من استفراغه الجفاف البتة. وإذا كان كذلك فيكون مدلول هذا الفصل أردأ من مدلول الفصل الماضي من وجه ومدلول الماضي أردأ من مدلول هذا الفصل من وجه آخر. والله أعلم.
অজানা পৃষ্ঠা