143

قوله «إن أنت فعلت جميع ما ينبغي أن تفعل» أي إذا دل الدليل على وجوب استعمال شيء. مثاله إذا عرفنا المرض من جهة أسبابه ودلائله PageVW5P128A وعرفنا مزاج الدواء المقابل للمرض وأنه يجب عند ذلك استعماله لأن مداواة المرض بالضد ثم لم يظهر أثر المداواة، فهذا معنى قوله فلم يكن ما ينبغي فلا ينبغي أن ينتقل عنه إلى نوع آخر من الداوء. هذا إذا كنا متيقنين صحة ما ذكرنا أولا. وهذا هو المعنى بقوله «فلا ينبغي أن تنتقل إلى غير ما أنت عليه ما دام ما رأيته منذ أول الأمر ثابتا» لأنه يحتمل أن يكون تأخير النفع إما لضعف الدواء وإما لقصر زمان فعله وإما لعدم قبول المنفعل.

البحث الخامس:

قال ابن أبي صادق: عنى بالانتقال إلى الغير يعني في النوع، وإلا فالطبيب له أن ينتقل من دواء إلى دواء آخر من نوعه لأن الدواء الواحد إذا أديم استعماله ألفته الطبيعة وربما هضمته وغيرته وعند ذلك * يجب (2424) * أن (2425) نستعمل دواء آخر من نوعه. أقول: الموجب للنقلة إلى النوع الآخر أحد أمرين إما * لخطأ (2426) التدبير الأول وإما انتقال المرض إلى نوع آخر * من المرض (2427) . وقد نبه الإمام أبقراط عليهما في هذا الفصل. أما على الأول فبقوله «جميع ما ينبغي أن تفعل» أي إذا لم تخطأ في شيء مما * تفعله (2428) في التدبير فلا ينتقل عنه وإن لم يكن ما ينبغي. وأما على الثاني فبقوله «ما دام ما * رأيته منذ أول الأمر ثابتا» أي ما دام (2429) المرض باقيا على حاله. فمتى عدم هذان الأمران الواجب أن لا ينتقل . وأما متى وجدا أو وجد أحدهما كان الواجب النقلة، والله أعلم.

53

[aphorism]

قال أبقراط: من كان بطنه في شبابه لينا فإنه ما دام شابا فهو أحسن حالا ممن بطنه * يابس (2430) ثم تؤول حاله عند الشيخوخة إلى أن تصير أردأ وذلك * أن (2431) بطنه يجف إذا شاخ على الأمر الأكثر.

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.

البحث الأول

في صلة هذا * الفصل (2432) بما قبله وهو أنه لما أوجب الملازمة على ما أوجب القياس استعماله * ولم (2433) يظهر نفعه عاجلا بين أن هذا ليس دائما. فإنه ليس يجوز أن يستمر * على (2434) تدبير الشيخ كما يستعمر على تدبير الشاب لأن أحكام الأسنان مختلفة. فربما اقتضى سن أمرا و * اقتضى (2435) * آخر (2436) مقابله كمن يكون بطنه في شبابه لينا فإنه إذا شاخ يبس بطنه وبالعكس. وقد بينا علة هذا فيما تقدم.

অজানা পৃষ্ঠা