শারহ ফুসুল আবুক্রাত
شرح فصول أبقراط
জনগুলি
[aphorism]
قال أبقراط: إنه يدل على نوائب المرض ونظامه ومرتبته، الأمراض أنفسها وأوقات السنة، وتزيد الأدوار بعضها على بعض، نائبة كانت في كل يوم، أو يوم ويوما لا، أو في أكثر من (379) ذلك من الزمان، والأشياء أيضا PageVطP017أ التي تظهر بعد. مثال ذلك ما يظهر في أصحاب ذات PageVW2P012A الجنب، فإنه إن ظهر النفث بدءا من أول المرض كان المرض قصيرا، وإن تأخر ظهوره (380) كان المرض طويلا، والبول والبراز والعرق إذا ظهرت فقد تدلنا (381) PageVW2P014B على جودة بحران المرض ورداءته وطول المرض وقصره.
[commentary]
قال عبد اللطيف: هذا الفصل معروف بالفصل الذي قبله لأنه لما أمرنا بمنع الغذاء في أوقات النوائب وجب أن يعرف بماذا (382) يستدل به (383) على النوائب، والنوائب إنما تكون في الحميات التي تأخذ وتترك، والنوبة هي مدة أخذها، والدور هو أخذها الثاني مع أخذها الأول، وأقل ما (384) يكون الدور نوبتان. ونظام المرض هو تناسب نوائبه ولزومه (385) فيها وفي سائر أعراضه ترتيبا واحدا. وأما مرتبة المرض فهو: النظر فيه هل، هو حاد أو مزمن؟ وإن كان حادا، فهل هو حاد جدا؟ أو حاد مطلق؟ وكذلك المزمن. ومن يعرف ذلك كله يتبين منتهاه متى يكون، وهذا هو النظر في مرتبة المرض. وتقدير الغذاء ينبني على تعرف ثلاثة أمور، أولها: قوة المريض وتعرف من النبض والأفعال (386) النفسانية والحيوانية والطبيعية PageVW1P013A وسائر ما ذكر في تقدمة المعرفة، وذلك ممكن PageVW0P014B بأول وهلة. والثاني: مرتبة المرض ونظامه، وقد ظن قوم أنها لا يمكن تعرفها قبل كونها، وأما أبقراط وشيعته فيرون أن بعضها يمكن أن يعلم علما قريبا (387) من اليقين، وبعضها يمكن أن يعرف بحدس صناعي، وليس هو بالحدس العام كيفما (388) وقع. وبمعرفة المرتبة والنظام يعلم متى يكون المنتهى وفي أي وقت تعود النوبة، فيقدر الغذاء بحسب ذلك. وقد استقصى جالينوس بيان ذلك في المقالة الأولى من كتاب البحران. واعلم أن طبيعة المرض تدل على تناسب النوائب وعلى نظام المرض. مثاله أن الحمى الغب تدل على قصر المرض وسرعة البحران، والنائبة تدل على الطول والبطء، PageVW2P012B والربع تدل على طول وإبطاء أكثر. والحميات يعرفها الطبيب الفاره في أول يوم ولاسيما إن كانت PageVطP017ب الحمى بسيطة، ومن عرف نوع الحمى في أول الأمر قدر غذاء المريض على حسب ما ينبغي (389) في أول وهلة، أي قدره بحسب طول المرض وقصره، فإن كان المنتهى قريبا لطف الغذاء، وإن كان بعيدا غلظ الغذاء. ثم أن التلطيف والتغليظ على مراتب بحسب مراتب قرب المنتهى وبعده. وينبغي أن تنظر أولا هل (390) المرض حاد أو مزمن، وإن كان حادا فمن أي أنواع الحاد (391) هو، فإن ذات الجنب وذات الرئة والسرسام أمراض حادة، والاستسقاء وشدة الخوف (392) والوسواس (393) والسل أمراض مزمنة. ثم أن الحمى في ذات الجنب والسرسام أكثر ما تنوب غبا، وفيمن به خراج مقيح في معدته أو كبده أو به سل في كل يوم ولا سيما بالليل، وفيمن مرضه من طحاله، وبالجملة من المرة السوداء تنوب ربعا. وقوله: وأوقات السنة منسوب (394) على قوله: الأمراض أنفسها: أي أن الأمراض أنفسها تدل على (395) طبيعة المرض ونظامه، وأوقات السنة أيضا تدل، وليست أوقات السنة وحدها تدل، بل سائر الأشياء الضرورية المواصلة والخارجة. فإن الربع في الصيف أحد منها في الشتاء، وفي سن الشباب أحد منها في سن الكهول، وفي أرباب الجوع (396) والرياضات وفي البلدان الجنوبية ومع الصنائع النارية والأغذية الحارة اليابسة والأمزجة الحارة اليابسة ومن يتضحى للشمس كثيرا أو يطيل المكث في الحمام ونحو ذلك. فإن هذه الأحوال إذا أقرنت (397) إلى الغب * أذنت (398) بحدتها وسرعة حركتها، وإذا اقترن (399) بالغب (400) أضداد هذه أذنت (401) بفتورها وبطء حركتها، وإن اقترن بها البعض PageVW0P015A دون (402) البعض حكمت بالأغلب وحصل توسط بين ذينك. وليس PageVW2P013A يكفيك في تقدير الغذاء أن تعلم أن الحمى الربع مثلا طويلة حتى تضيف إليه النظر في السن والوقت والمزاج وسائر الباقية، فإن الربع الصيفية في أكثر الأمر تكون قصيرة، والخريفية طويلة، ولاسيما متى اتصلت بالشتاء. وحمى الغب قصيرة، لكنها في الصيف أقصر وأسرع بحرانا، وفي الشتاء أطول وأبطأ. PageVطP018أ وأبقراط اقتصر من هذه الأسباب على أوقات السنة على جهة التمثيل PageVW1P013B والاستغناء (403) عن إعادتها هنا بذكرها في مواضع أخر، ولأن أوقات السنة أبين عند الجمهور وأظهر (404) للحس من سائر تلك الباقية. قوله (405): وأما تزيد الأدوار بعضها على بعض، فإنه يريد (406) به تزيد (407) نوائب الحمى التي تكون في الأدوار، وتزيد الأدوار يدل على قرب منتهى المرض. ويعرف التزيد من ثلاثة أشياء: بقدم وقت النوبة، وطولها وعظمها، وشدتها وقوتها. وهذه الثلاثة إنما تعلم بالقياس إلى نوبة أخرى تقدمت في وقت معلوم، وفي مسافة من الزمان معلومة، وبشدة معلومة فجاءت النوبة الثانية متقدمة للأولى في الوقت، وأطول زمانا منها، وأشد أعراضا منها، وقد تجتمع هذه الثلاثة، وقد يوجد بعضها، فإنه قد (408) تتساوى النوبتان في وقت الأخذ وطول الزمان، وتختلفان بالقوة والضعف، وقد تتفقان في وقت الأخذ وتكون الثانية أطول زمانا وأشد أعراضا ، وقد تكون الثانية أقل لبثا (409) من الأولى (410)، لكنها أشد وأقوى وأعظم. وقد علمت أن الدور هو زمان (411) الأخذ والترك، وأما النوبة فهي زمان الأخذ خاصة، وهي أردأ (412) زماني الدور، وأما الترك فأصلح زمانيه. وإذا تقدم (413) وقت النوبة الثانية عن الأولى ولبثت زمانا أطول وكانت في ذاتها أشد وأعظم دل ذلك على تزيد المرض وقوة حركته وقرب منتهاه دلالة أقوى؛ فإن انفرد (414) بعض هذه PageVW2P013B الثلاثة دل، ولكن أقل من الدلالة الأولى وذلك أنه لا يمكن أن (415) تتزيد النوائب إلا عند قرب المنتهى، ثم إن كان تزيد النوبة في الجهات الثلاث قويا ودفعة دل على قرب المنتهى جدا، وإن كان التزيد قليلا قليلا ويضعف دل على أن (416) المنتهى أبعد. وإذا علمت وقت المنتهى قدرت غذاء المريض في مرضه كله، وإذا علمت وقت النوبة قدرت أوقات غذائه كل يوم. مثاله (417): إذا كانت الحمى تنوب غبا خالصا، وتأخذ في الساعة PageVطP018ب الأولى PageVW0P015B وتترك في العاشرة، استعملت التدبير الملطف لقرب المنتهى، وغذوته في كل (418) يوم وقت (419) الراحة وبعد المفارقة. وقوله: نائبة كانت في كل يوم: يريد البلغمية. وقوله: أو يوما ويوما لا: يريد الصفراوية، ومعناه أو (420) يوما نعم (421) ويوما لا ، أي يوما تأخذ ويوما لا تأخذ. وقوله: أو في أكثر من ذلك: أي أو كان الأخذ والترك، وبالجملة الدور، في أكثر من ذلك، وذلك إشارة إلى مقدار زمان دور الغب (422)، ويمكن أن يكون إشارة إلى زمان الترك فقط، لأنه قد تقدم أخذ اليوم الذي لابد منه، فأما الترك فقد يكون يوما وقد يكون يومين وقد يكون أكثر من ذلك، وقدم ذكر زمان الأخذ على زمان الترك لأنه هو الأهم وبه يحد الترك، فإن الأخذ حركة والترك (423) سكون، وبالحركة يحد السكون. وقوله: من ذلك: أي من الزمان المتقدم، ومن هذه هي التي للمفاصلة وهي لابتداء (424) الغاية. وأما PageVW1P014A من في قوله: من الزمان، فيحتمل ثلاثة معان (425)، الأول: أن يكون بدلا من الأولى، أي أكثر من الزمان المتقدم. والثاني: أن يكون لبيان الجنس، أي أكثر من ذلك الذي هو الزمان، فبين أن ذلك هو الزمان. وقوله: والأشياء التي تظهر بعد: منسوق على ما تقدم أي هي مما يدل على نوائب المرض ونظامه ومرتبته، وهذه الأشياء هي علامات وأعراض، العلامات بعضها مقوم، وبعضها لاحق، واللاحقة تخص PageVW2P014A باسم الأعراض، واسم العلامات يجمعها (426). ومن العلامات ما يدل على البحران، ومنها ما يدل على النضج، ومنها ما يدل على الهلاك. والفرق بين المقومة واللاحقة أن المقومة لا تفارق (427) المرض أصلا، وأما اللاحقة فربما ابتدأت مع المرض، وربما حدثت بعد، وربما لم تحدث البتة. وأما علامات النضج فلا سبيل أن تبتدئ مع المرض، وكذلك علامات البحران. وأما علامات عدم النضج فتبتدئ مع المرض وربما حدثت بعد ابتدائه، وكذلك علامات الموت. وقد يفهم من اسم الابتداء ثلاثة معان، أحدها (428): أول نقطة (429) من المرض يقال لها أول. والثاني: مدة ثلاثة أيام من أولها. PageVطP 19أ والثالث: يطلق على أحد أجزاء المرض الأربعة، التي هي: الابتداء، والتزيد، والانتهاء، والانحطاط. وقوله (430): مثال ذلك ما يظهر في أصحاب ذات الجنب: هو مثال ضربه (431) لما يستدل به على نظام المرض كله بالأشياء التي تظهر بعد. ولما ينفث في ذات الجنب أربعة مراتب: ألا ينفث PageVW0P016A شيئا أصلا، وهذا دال على أن (432) المرض في الغاية القصوى من عدم النضج؛ وأن ينفث شيئا رقيقا، وأن يكون (433) ما ينفث غليظا، وأن يكون تام النضج وهذا هو المرتبة الرابعة. لكن إذا ظهر هذا في اليوم الثالث والرابع لم يمكن أن (434) يتجاوز المرض السابع. وعلامة النضج التام أن يكون النفث أبيض، مستوي الأجزاء في جميع الأيام، ليس برقيق ولا مفرط الغلظ، فإن نقص من هذه العلامات شيء دل على نضج ضعيف. وأما النفث الأحمر الناصع والأسود والزنجاري فإنها تدل على الهلاك الوحي كما أن الأول يدل على البرء السريع. وأما عدم النضج فيدل (435) على أن المرض يطول، وليس فيه دلالة على البرء أو العطب دون أن تقيس منتهى المرض بقوة المريض هل تفي (436) إلى المنتهى، فمن هذه الجهة تعرف (437) السلامة من العطب. وقوله: البول والبراز والعرق إذا ظهرت (438) فقد تدلنا على جود (439) بحران المرض ورداءته، وطول المرض وقصره: هذا مثال آخر ذكره (440) في الدلالة على البحران، فإن من (441) العلامات ما يدل على نضج المرض، وبالجملة يدل على جودته ورداءته، ومنها ما يدل على جود (442) البحران أو رداءته. فأما ما يدل على جودة المرض ورداءته وعلى نضجه ونهوته (443) فهي أبدا تدل على ذلك دلالة دائمة، فعلامات النضج تدل على الخير، وعلامات عدم النضج تدل على طول PageVW1P014B المرض. وأما العلامات الدالة على البحران فإنها إن ظهرت في الوقت الذي ينبغي دلت على بحران محمود، وإن تعجلت قبل وقتها دلت على بحران مذموم ولهذا قال أبقراط: إن العلامات التي تكون في وقت البحران إذا ظهرت ثم لم يكن بحران ربما دلت على الموت، وربما دلت على أن البحران يعسر. وقال أيضا: إن الأشياء التي PageVطP 19ب تدل على أن البحران إلى الحال التي هي أفضل لا ينبغي أن تظهر بدئا، فأما علامات النضج ففي أي وقت ظهرت فهي محمودة، من قبل أن هذا الجنس كله من العلامات دال على الخير لا محالة، وكتاب تقدمة المعرفة في ذلك كاف إن شاء الله تعالى.
[فصل رقم 13]
[aphorism]
قال أبقراط: المشايخ أحمل الناس للصوم (444)، ومن بعدهم الكهول؛ والفتيان أقل احتمالا له. وأقل الناس احتمالا للصوم الصبيان، ومن كان من الصبيان أقوى شهوة (445) فهو أقل احتمالا له.
[commentary]
قال عبد اللطيف: PageVW0P016B جدوى هذا الفصل عائدة على تدبير غذاء المرضى وتقديره وتقليله وتكثيره وتلطيفه وتغليظه، وكان قد عرفنا فيما سبق تدبير الغذاء بحسب طبيعة المرض وقرب منتهاه وبعده، وبحسب نوائبه وأدواره، وبحسب قوة المريض وضعفه، وأما هذا الفصل فيتبين منه تدبير الغذاء بحسب سن المريض. والأسنان أربعة (446): سن المشايخ، وسن الكهول، وسن الفتيان (447)، وسن الصبيان (448). والحار الغريزي في سن المشايخ أضعف منه في سائر PageVW2P015A الأسنان، فلذلك تضعف هضومهم ويقل ما يتحلل من أبدانهم لضعف حرارتهم وصلابة أعضائهم، وهم لذلك قليلو (449) الحاجة إلى الغذاء صبورون على تركه زمانا أطول، وهو الذي عبر عنه بالصوم. وبعدهم الكهول في قلة احتمال الصوم، لتوفر حرارتهم وقوة هضومهم ولين أعضائهم. وأما الفتيان فأقل احتمالا للصوم من الشيوخ والكهول لاشتعال حرارتهم وقوة هضومهم وكثرة ما يتحلل من أبدانهم. وأما الصبيان فهم أقل جميع الناس احتمالا للصوم لتوفر حرارتهم ورطوبة أبدانهم، فتقبل لذلك سرعة التحلل وحاجة أبدانهم إلى الخلف عما تحلل وزيادة معدة للنمو، فمن سوى الصبيان إنما يحتاجون إلى الغذاء لمعنى واحد وهو العوض (450) عما يتحلل (451)، وأما الصبيان فيحتاجون إلى الغذاء لهذا المعنى، ولزيادة النمو أيضا، مع أن التحلل فيهم أكثر لرطوبة أبدانهم، والشيء الرطب يسرع إليه التحلل أكثر. والصبيان والشيوخ طرفان بينهما غاية المضادة، والفتيان والكهول PageVطP020أ واستطان بينهما، لكن الفتيان أقرب إلى طبيعة الصبيان، والكهول أقرب إلى طبيعة المشايخ. ثم أن من كان من الصبيان أقوى شهوة بالطبع فهو أقل احتمالا للصوم، كما أن من كان من المشايخ أموت شهوة فهو أكثر احتمالا له، وكذلك الكهول والفتيان، فإذا فرضنا صبيا وشيخا مرضا مرضا واحدا حادا وتشابها PageVW1P015A في جل الأحوال، وكانت طبيعة المرض تقتضي التدبير (452) اللطيف (453) جدا، أعني ترك الغذاء والصوم، ارتكبناه في حق الشيخ بقوة جأش (454)، وأما في حق الصبي فبحذر واحتياط، وذلك إما بأن لا نصيمه البتة، وإما أن نصيمه مدة أقصر. وأما الشيخ الفاني فمستثنى من هذه القضية، ولاحق بالصبي (455) في قلة الاحتمال للصوم. وربما كان كثير من المشايخ كثيري (456) PageVW0P017A الأكل في حال صحتهم أكثر منهم (457) في حال شبابهم وذلك لعلة أخرى ليست مما نحن PageVW2P015B فيه، قد ذكرناها (458) في كتابنا المسمى بالمسائل الطبيعية. وبدأ هنا بالمشايخ لأنه ناظر في تلطيف الغذاء، وألطفه الإمساك عنه، والمشايخ أحمل لذلك من سائر الأسنان. وذكر الصوم دون الإمساك وترك الغذاء ونحوه لأن الصوم أدل على الامتناع من كل ما يلج الجوف (459) جملة، ومعنى احتمال الصوم أن ترك الغذاء لا يضر بهم ضررا (460) كثيرا ولا يضعفون عليه ضعفا بينا. وقوله: "ومن كان من الصبيان أقوى شهوة" فيه فائدة أخرى غير الفائدة بالأسنان وهي تقدير كمية (461) الغذاء بحسب طبائع الأبدان، لأن قوة الشهوة وضعفها تابعا (462) لطبائع الأبدان. وقد (463) تضمن هذا الفصل تقدير كمية (464) الغذاء بحسب الأسنان (465) وطبائع الأبدان.
[فصل رقم 14]
অজানা পৃষ্ঠা