[١٠] (استعمال قط وأبدًا)
ومن أوهامهم أيضًا في هذا الفن قولهم: لا أكلمه قط، وهو من أفحش الخطأ؛ لتعارض معانيه وتناقض الكلام فيه.
وذلك أن العرب تستعمل لفظة "قط" فيما مضى من الزمان، كما تستعمل لفظة "أبدًا" فيما يستقبل منه. فيقولون: ما كلمته قط، ولا أكلمه أبدًا.
والمعنى في قولهم: ما كلمته قط، أي فيما انقطع من عمري لأنه من قططت الشيء إذا قطعته، ومنه قط القلم أي قطع طرفه، ومما يؤثر عن شجاعة "علي"
ــ
(ومن أوهامهم في هذا الفن قولهم: لا أكلمه قط. وهو من أفحش الخطأ لتعارض معانيه، وتناقض الكلام فيه، وذلك أن العرب تستعمل لفظة "قط" فيما مضى من الزمان، كما تستعمل لفظة "أبدًا" فيما يستقبل).
"قط" كما عليه [عامة] النحاة ظرف زمان لما مضى، مأخوذة من القط، وهو القطع، فمعنى ما رأيته قط: ما رأيته فيما انقطع من عمري.
قالوا: ولا يعمل فيه إلا الماضي.
وقد ورد ما يخالفه في كلام الناس. ومن كلام "الزمخشري" في تفسير قوله تعالى: ﴿فمنهم مقتصد﴾ أن ذلك الحادث عند الخوف لا يبقى لأحد قط، فأعمل فيه لا يبقى وهو مضارع، وقال "أبو حيان" في الحر بعد نقله كثرة استعمال "الزمخشري" قط ظرفًا والعامل فيه غير ماض. وهو مخالف لكلام العرب وهي مبنية على الضم تشبيهًا لها بقبل، وذهب "الكسائي" إلى أن أصلها قطط فجعلت حركة الأولى على الثانية. ولا تستعمل إلا بعد النفي سواء كان ملفوظًا أو مقدرًا، وقد ترد في الإثبات كما قاله
1 / 97