. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[عليه] الأفعال ولا مصادرها، ووافقه على هذا كثيرٌ من أهل اللغة، واحتج المفرقون بينهما بقول "الأعشى":
(وادلاج بعد المنام وتهجير وقفٌ وسبسب ورمال).
وقول "زهير":
(بكرن بكورا وادلجن بسحرة ... فهن لوادي الرس كاليد للفم)
فلما قال "الأعشى" بعد المنام و"زهير" بسحرة ظنوا الاختصاص بما مر وهو وهم، فإن كل واحد من الشاعرين وصف ما فعله هو وخصصه دون ما فعله غيره، ولولا أن يكون بسحرة وبغيرها ما احتاج إلى ذكرها. وكذا قوله بعد المنام، ويؤيده أنهم يسمون القنفذ مدلجًا لأنه يدرج بالليل مطلقًا سواء أوله ووسطه وآخره، ورد هذا بأن كثيرًا من المفرقين لم يذكروا البيتين، فيجوز أن يشبهوه بأمر [آخر] فإن أخذوه منهما فالصواب ما قاله "ابن درستوبه".
وأما ما قيل من أن الأفعال تختلف لاختلاف المعاني إلى آخره، فقد قال "أبو حيان": إن "الشلوبين" وغيره خالفوا في ذلك وقالوا: الأفعال تختلف أبنيتها لاختلاف
1 / 91