(لا بل كلي يا مي واستأهلي ... إن الذي أنفقت من ماليه)
فإنه عني بلفظة استأهلي أي اتخذي الإهالة، وهي ما يؤتدم به من السمن والودك. وفي أمثال العرب: استأهلي إهالتي وأحسني إنالتي اي خذي صفوة طعمتي وأحسني القيام بخدمتي.
ــ
استفعل منه وأصله الهمزة فسهلت وهو جائز كثير كاستأسد الرجل واستأبر النحل واستنوق الجمل أي صار كالناقة، فإذا استعمل استأهل بمعنى صار أهلًا كان جائزًا قياسًا. مع أن السماع فيه ثابت عن كثير من الثقات. فثبت أنه مسموع فصيح ومقيس صحيح فلا عبرة بإنكاره وتكثير السواد بمثله.
وأما قول الشاعر:
(لا بل كلي يا مي واستأهلي ... إن الذي أنفقت من ماليه)
مي اسم امرأة. وروي أم بدله وقال "ابن السيد" في شرح "أدب الكاتب": هذا البيت لا أعلم قائله وروي فيها أم بفتح الميم وكسرها، والفتح على تقدير أنه أراد يا أما فحذفت الألف واكتفي عنها بالفتحة، أو أراد يا أمة وهي لغة في أم فرخم. إلا أن أمه بمعنى أم لا تستعمل غالبًا إلا في النداء، وقد استعملت في غيره، وقيل: أراد يا أمته وهو خطأ لكثرة الحذف، ولأنه ليس موضع الندبة [وأنفقت روي بضم التاء وكسرها وهو ظاهر].
1 / 84