. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
خبره محذوف وهو تأكلني وتتولى أمري فصار "كتأبط شرًا" وإنما لقبها بذلك لأن العادة في اصطيادها أن يقصدوا وجارها ويحفروا وهي تتأخر شيئًا فشيئًا فيقول لها الصائد: أبشري أم عامر خامري أم عامر، ولا يزال يكرر ذلك حتى ينتهي إلى آخره، فتخرج وتؤخذ، وهذا وجه حسن ذهب إليه حذاق أهل المعاني.
وحكى سبيويه في قول "الأخطل". فأبيت لا حرج ولا محروم
أنه أراد: فأبيت [بيات] الذي يقال له: لا حرج ولا محروم، فحكى ذلك الكلام وكنى به عن الضبع اهـ.
وبهذا تبين وجه ما ذكره المصنف وأنه غير منافٍ لقوله: "أم عامر" كنية الضبع وأن قوله في "الحواشي" توهم في قوله أم عامر إنه لقب للضبع، كتأبط شرًا ليس بشيء، لأن تأبط شرًا جملة جعلت علمًا له، وأما الضبع فاسمها أم عامر، ويقال لها عند إحساس الإنسان بالقتل وتحكمها فيه: أبشري أم عامر اهـ. ليس بذلك لأنك قد عرفت أنه مذهب "الخليل" و"سيبويه"، وهو لم ينف كون أم عامر لقبًا وإنما جعل ما قصد حكايته بمنزلة اللقب، كما نص عليه في "الكتاب"، وتأبط شرًا لقب للشاعر المشهور، لقبته به أمه لوجوه ذكرها الرواة منها أنه تأبط سيفه أي أخذه تحت إبطه فسئلت عنه فقالت ذلك، وقيل لتأبطه بحية، وقيل غير ذلك.
1 / 61