শরহ দুআ সাহার
شرح دعاء السحر
জনগুলি
***207]
اللهم إني أسئلك من منك بأقدمه، وكل منك قديم، اللهم إني أسئلك بمنك كله.
وهذا أصرح شاهد على ما عليه أئمة الحكمة المتعالية وأصحاب القلوب من أهل المعرفة من قدم الفيض، فإنه تعالى من على الموجودات بالوجود المفاض عليها، بل هو منه هو الوجود المنبسط على هياكل الممكنات، وهو باعتبار كونه ظلا للقديم قديم بقدمه لا حكم لذاته أصلا بل لا ذات له، وإن كان من جهة يلي الخلقي حادث بحدوثها، فالحدوث والتغير والزوال والدثور والهلاك من طباع المهيات وجبلة الممكنات وقرية المادة الظالمة وشجرة الهيولى المظلمة الخبيثة، والثبات والقدم والإستقلال والتمامية والغنى والوجوب من عالم القضاء الإلهي والظل النوراني الرباني لا يدخل فيه تغير ودثور ولا زوال ولا اضمحلال والإيمان بهذه الحقايق لا يمكن بالتسويلات الكلامية ولا البراهين الفلسفية، بل يحتاج إلى لطف قريحة وصقالة قلب وصفاء باطن بالرياضات والخلوات.
والأقدمية في مراتب الوجود باعتبار شدة الإتصال بالقديم الذاتي بالقديم الذاتي والقرب ببابه فكلما كان الوجود من مبدئه قريبا كان حكم القدم فيه أشد ظهورا، وإلا فباعتبار الرابطة الخاصة التي بين كل موجود مع ربه كلها قديم، ولذا قال: وكل منك قديم.
পৃষ্ঠা ১৫৭