============================================================
ثم الذي يبطل مذهب المعتزلة قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( إنك لا تهدى من أحببت وللكن الله يهدى من يشاء وهو أقلم بالمهتديب) [القصص: 56]، فيكون على مذهب المعتزلة وتأويلهم أن اهدى هو البيان والأمر والدعاء لا غير، فيكون تقدير الآية: إنك لا تبين الحق ولا تأمر ولا تدعو إلى الحق من أحببت، ومتى حملوه على هذا افتروا على الله وعلى رسوله، ولا يمكنهم حمل النص على هذا، بل معنى الآية من كل بد تخليق الاهتداء والتوفيق، أي: إنك لا تخلق فعل الاهتداء، أو لا تملك التوفيق، إنما ذلك إلى الله تعالى، فدل أن وراء البيان هداية أخرى، وليس ذلك إلا ما قلنا، يدل عليه أن الله تعاى قال: (( فمن يرد الله أن يقديه يشخ صدره للاسلكر ومن ييرد أن يضله يجمل صدره.
ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السمله كذا للك يجعل الله الرجس على الذيب لا يومنوب [الأنعام: 125]، ولو كان المراد من الهداية الدعوة وبيان الطريق ينبغي أن يقال: كل من دعاه الله تعاى إلى الإيمان وبين له طريق الدين فهو مشروخ الصدر، فيصير قوله: يجعل صدره ضيقا حرجا، كذبا باطلا، وهو كفر.
ويدل أيضا على ضلالتهم قسمة الله الخلق قسمين: أحدهما: قوله: فمن يرد الله أن يهديه يشرخ صدره للإسلام والقسم الآخر: ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا، فيصير هذا التقسيم على تأويلهم باطلا، وذلك لأن الله تعاك بئن الطريق لكل كافر، فقد شرح صدره ووجده ضالا وسماه ضالا، على تأويلهم بقوله يضله أو يسميه ضالا ويجده ضالا، فإذا: كل كافر
পৃষ্ঠা ৮২