============================================================
106 وانما قالوا: لا يصح الإيمان بالرؤية لأهل الجنة لمن اعتبرها بوهم، لأن الوهم إنما يقع على الموهوم، وهو ما ينطبع في الحواس، وهو ما يوصف بالجنس والكيفية، وذلك محال في حق الله تعاك.
وانما قالوا: أو تأولها بفهم، لأن الفهم يكون بالتأيل بالعقل، وذلك يكون لمعرفة الدلائل المنصوبة في العالر وثبوت الصانع ووحدانيته وقدمه وعلى براءته عن يسمات الحدث وأمارات النقص، وأما فهم المعنين الذي يضاف إى الربوبية فلا سبيل إلى ذلك، وهذا هو معنول قوهم: (إذ كان تأويل الؤؤية وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية)، أرادوا بأن الربوبية منزه عن الماهية والكيفية، فلذلك قالوا: لا يصح الإيمان بالرؤية إلا بترك التأويل، ولزوم التسليم، كما في العلم بالذات والصفات، تعلم ذاته بأنه: واحد، حي، قديم، موصوف بصفات المدح والكمال، بلا إحاطة ولا كيفية وأما قولهم: ((1) بتوك التاويل ولزوم التسليم، وعليه دين المؤسلين)، فهذا منهم بيان أن الرسل عليهم السلام سلكوا طريقة واحدة في الهدى والتوحيد، فبتوا دينهم على ما أقام الله تعاى لهم من آيات الوحدانية والألوهية، وآيات الرسالة، فأسلموا لرب (1) في الأصل: (إلا)، وأسقطناها من المتن، كما في بعض نسخ العقيدة، لأن وجودها يضيع معنيى قولهم: (إذ كان تأويل الرؤوية وتأويل كل معنك يضاف إلى الؤبوبية...)، والمعنى على حذفها أن تأويل الروية هو ترك تأويلها، وتأويل أي معني يضاف إى الربوبية هو ترك تأويله. والله أعلم.
পৃষ্ঠা ১০৬