============================================================
لفقد شرطه، فيكون الإيمان الظاهري أعم مطلقا من الإسلام الظاهري: والايمان والإسلام المقبولان الصحيحان شرعا متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، لكن مفهوم أحدهما مغاير لمفهوم الآخر بالاتفاق، فما قيل: إن حقيقتهما متحدة وأنه لا مغايرة بين معنيهما، فمردود.
اعلم أن الإيمان يزيد وينقص على الصحيح لقوله تعالى: وإذا تليت عليهم هايلته زادتهم إيمانا وعلي رتهه يتوكلون} [الأنفال: 2]، فإذا زاد عرفنا أنه ينقص لأنهما من الأمور النسبية.
قال الشيخ محيي الدين النووي رحمة الله عليه: قال المحققون من أصحابنا: نفس التصديق لا يزيد ولا ينقص، والإيمان الشرعي يزيد وينقص بزيادة ثمراته وهي الأعمال الحسنة ونقصانها.
قال: وهذا توفيق بين ظواهر النصوص التي جاعت بالزيادة وأقاويل السلف وبين أصل وضعه في اللغة وما عليه المتكلمون وهو الذي قاله هؤلاء وإن كان ظاهرا حسنا فالأظهر - والله أعلم - أن نفس التصديق يزيد بكثرة النظر وبتظاهر الأدلة، ولهذا يكون إيمان الصديقين أقوى من إيمان غيرهم بحيث لا تعتريهم الشبه ولا يتزلزل إيمانهم، بل لا تزال قلوبهم منشرحة نيرة وإن اختلفت عليهم الأحوال، وأما غيرهم من المؤلفة ومن قاربهم فليسوا كذلك، فهذا أيضا لا يمكن إنكاره ولا يشك عاقل في أن نفس تصديق أبو بكر ه لا يساويه تصديق آحاد الناس، ولهذا قال البخاري في صحيحه: قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول آنه على إيمان جبريل وميكائيل. انتهى كلامه: وقال الإمام الرازي وكثير من المتكلمين: هو بحث لفظي لأنه فرع تفسير الايمان، فإن قلنا هو التصديق فلا يقبلهما لأن الواجب هو اليقين، وإنه لا يقبل التفاوت، لا بحسب ذاته لأن التفاوت إنما هو لاحتماله النقيض، واحتماله ولو بأبعد وجه ينافي اليقين فلا يجامعه، ولا بحسب متعلقه لأنه 112 ثاي افزخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
পৃষ্ঠা ১১২