شرح بيت ومعناه

الحمد لله. لبعض متأدبي الوقت، وهو ثابت بن سعيد معوَّض ــ من سكان ناحية عتمة (^١): تاريخُ هذا العامِ يا عَمْ ... أزال عنكَ الهمَّ والغَمْ ١٣٣٢ أقول: قد اتفق له في هذا البيت مع التاريخ محاسن، ومنها جناس شِبْه المشتق بين العَمِّ والعام (^٢). وجناس التصحيف بين العَمِّ والغَمِّ (^٣)، وجناس المضارع بين الهَمِّ

(^١) قال الزبيدي في تاج العروس (٨/ ٣٨٨): «وعُتْمة ــ بالضم ــ حصنٌ منيع بجبال اليمن».اهـ. (^٢) الجناس لون من ألوان علم البديع وهو من المحسنات اللفظية، وينقسم إلى أقسام عدة، وجناس شبه المشتق هو أن يكون في كل من الكلمتين جميع ما يكون في الآخر من الحروف أو أكثرها ولكن لا يرجعان إلى أصلٍ واحد، كما في كلمتيْ (العم، والعام) فالأولى مشتقة من (عَمَمَ)، والثانية من مادة (عوم). انظر تلخيص المفتاح بحاشية التفتازاني (ص ٣٥٥)، وشرح الكافية البديعية لصفي الدين الحلّي (ص ٦١)، وشرح عقود الجمان للسيوطي (٢/ ١٧٢). (^٣) جناس التصحيف هو ضرب من الجناس الناقص، ويسميه بعضهم جناس الخط وهو الإتيان بكلمتين متشابهتين خطًّا لا لفظًا أو كما قال السيوطي: أنْ تختلف الحروف في النقط، ومثاله من القرآن قوله تعالى: ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ [الكهف: ١٠٤]. انظر الطراز للعلوي (٢/ ٣٦٥)، وجنان الجناس للصفدي (ص ٣٠)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٧١)، وشرح الكافية البديعية للحلّي (ص ٦٥).

والغَمِّ (^١)، مع حُسْنِ السَّبْك والتلطُّفِ في الخطاب والدعاء، مع أنَّ الغالب على هذه التآريخ ركاكةُ اللفظ والمعنى؛ لأنَّها قلّما تتيسر بغير تكلّف (^٢). والفاعل في: (أزال عنك) محذوف وهو معلوم مقامًا؛ لأنَّه لا مُزيل لذلك إلا الله تعالى. تمت.

(^١) جناس المضارع هو أيضًا من الجناس الناقص ويسميه بعضهم الجناس المطمع والمطرف واللاحق وهذه كلها بحسب الحرف الواقع في الكلمة فإن كان الحرفان متقاربين في المخرج سُمِّي مضارعًا وقد يكون في أول الكلمة كما في (الهم والغم) وفي وسطها كما في قوله تعالى: ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ﴾ [الأنعام: ٢٦]، وفي آخرها كما في: الخيل معقود في نواصيها الخير. انظر التلخيص بحاشية التفتازاني (ص ٣٥٣)، وعقود الجمان (٢/ ١٧٢)، وجنان الجناس للصفدي (ص ٢٨). (^٢) انظر تاريخ آداب العرب للرافعي (٣/ ٣٩٦) باب التاريخ الشعري وكتاب البلاغة العربية في ثوبها الجديد (علم البديع) لبكري شيخ أمين (ص ١٨٢).