والبلاد هناك والانسان والحيوانات يتخذها المساكن فيعيشون هناك يا من قامت السماوات بأمره أي الأفلاك الكلية والجزئية الشاملة للأرض والغير الشاملة لها والموافقة المركز والخارجة المركز والمتممات الحاوية والمحوية كلها قائمة بأمره وفيضه المقدس بسم الله مجريها ومرساها أو المراد قيام أبدانها بأرواحها قل الروح من أمر ربي له الامر والخلق يا من استقرت الأرضون باذنه المراد باستقرارها سكونها في الوسط وسببه ميل اجزائها الثقيلة من جميع الجوانب إلى المركز فتقاوم وتتدافع وتتعادل من جميع الجهات فسكنت في الوسط وقال بعضهم سببه جذب الفلك لها من جميع الجوانب جذبا متساويا متعادلا وقال بعضهم الفلك جسم لطيف شريف والأرض جسم خسيس لا يجذبها بل يدفعها من جميع الجوانب دفعا متساويا فسكنت في الوسط وقال بعضهم هذا من خاصية حركة الكرة المستديرة كما في الزجاجة والبيضة فإنه إذا وضعت البيضة في الزجاجة ودورت الزجاجة وقفت البيضة في وسط الزجاجة لا تميل إلى جانب أصلا وقال ثابت ابن قره سببه طلب كل جزء موضعا يكون فيه قربه من جميع الأجزاء قربا متساويا إذ عنده ميل المدرة إلى السفل ليس لكونها طالبة للمركز بالذات بل لان الجنسية منشأ الانضمام فقال لو فرض ان الأرض تقطعت وتفرقت في جوانب العالم ثم أطلقت اجزائها لكان يتوجه بعضها إلى بعض ويقف حيث يتهيأ تلاقيها ولما كان كل جزء يطلب جميع الأجزاء طلبا واحدا ومن المحال ان يلقى الجزء الواحد كل جزء لا جرم طلب ان يكون قربه من جميع الأجزاء قربا متساويا وهذا هو طلب الوسط ثم إن كون ما ذكروه أسبابا طبيعية لذلك لا ينافى كونه بإذن الله لأنه مسبب الأسباب أبى ان يجرى الأمور الا بأسبابها كما أن احياء عيسى (ع) الموتى وتصحيح الأدوية المرضى لا ينافى كونهما بإذن الله لأنه معطى التأثير والخاصية لا مؤثر في الوجود الا الله واختلف في كمية الأرض قال الله تعالى الله الذي خلق سبع سماوات طباقا ومن الأرض مثلهن فمنهم من يزعم أنها سبع طبقات على الانخفاض والارتفاع كدرج المراقي وعن ابن عباس انها سبع تفرق بينهن البحار قال في مجمع البيان واما الأرضون فقال قوم انها سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض كالسماوات لأنها لو كانت مصمتة لكانت أرضا واحدة وفى كل ارض خلق خلقهم الله تعالى كما شاء وردى أبو صالح من ابن عباس انها سبع أرضين ليس بعضها فوق بعض تفرق بينهن البحار وتظل جميعهن السماء انتهى وقال بعضهم انها سبع على المجاورة وافتراق الأقاليم فالأرضون السبع هي الأقاليم السبعة وهذا يناسب مذاق الحكماء والمتكلمين القائلين بان الأرض ثلث طبقات الطبقة الصرفة والطينية
পৃষ্ঠা ৫৩