إليك ولولا أنت لم أدر ما أنت وفى دعاء عرفه ألغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حيت تحتاج إلى دليل يدل عليك أو متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك عميت عين لا تراك ولا تزال عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا وفى الكافي اعرفوا الله بالله وفيه أيضا عن أبي عبد الله (ع) وانما عرف الله من عرفه بالله فمن لم يعرفه به فليس يعرفه انما يعرف غيره فالحاكم بوحدته البرهان الوارد على القلب من عنده شهد الله انه لا اله الا هو ولهذا قراءة فتح اللام في المخلصين هي الأولى يا سلطان أي والى مملكة الوجود يا رضوان انما كان من أسمائه تعالى الرضوان لأنه تعالى كما مر في معنى الإرادة راض بكل الأمور لا ينافره شئ من الوجود إذ لو لم يرض بشئ لم يدخل في الوجود فالرضا لما كان مساوقا للوجود يدور حيث ما دار والوجود أوسع الأشياء فرضوان الله أكبر وقالوا الرضا باب الله الأعظم والسالك إذا وصل إلى مقام الرضا لم يكن له انكار على شئ من الأشياء فقد دخل الجنة ولذا كان خازن الجنة أيضا مسمى بالرضوان والمشتق والمبدء وان كانا فيه تعالى واحدا بحسب الحقيقة لكن بحسب قواعد علم العربية المصدر هنا إما بمعنى اسم الفاعل واما اطلق مبالغة وكذا في يا غفران يا سبحان قال في القاموس سبح بالنهر وفيه كمنع سجا وسباحة بالكسر عام وهو سالج وسبوح من سبحأ وسباح من سباحين وقال أيضا سبحان الله تنزيها لله من الصاحبة والولد معرفة ونصب على المصدر أي أبرء الله من السوء براءة أو معناه السرعة إليه والخفة في طاعته أقول فسبحان على الثاني مبنى للمفعول يعنى ان الكل تسبح إليه في بحر الوجود كالحيتان في الماء كما في قوله تعالى والسابحات سبحا أي الا روح التي تسبح إليه في بحر رحمته الواسعة يا مستعان يا ذا المن والبيان المن العطاء كما تقدم والبيان اظهار المقصود بأبلغ لفظ واصله الكشف والظهور والوجود على الاطلاق اعراب عما في الضمير وافصاح عما في المكنون الغيبي ولما كان البيان الفعلي أعظم النعم إذ به يتم الايجاد كما قيل أول كلام شق اسماع الممكنات كلمة كن وبه تستكمل النفوس وتهتدى إلى مقاصدها اردف العطا به هنا كما في قوله تعالى خلق الانسان علمه والبيان ولما كان البيان بمنزلة السحاب والمعنى بمنزلة الروح والحياة والنفس الجاهلة بمنزلة الأرض الميتة كما في قوله تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون فالانسان إذا أراد
পৃষ্ঠা ৫১