المعاصي كلها كبيرة لكن بعضها أكبر من بعض وليس في الذنوب صغيرة وانما تكون صغيرة بالإضافة إلى ما هو أكبر ويستحق العقاب عليه أكثر انتهى كلامه وقال قوم انها سبع الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله وقذف المحصنة واكل مال اليتيم والزنا والفرار من الزحف وعقوق الوالدين ورووا في ذلك حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله وزاد بعضهم على ذلك ثلثة عشر أخرى اللواط والسحر والربوا والغيبة واليمين الغموس وشهادة الزور وشرب الخمر واستحلال الكعبة والسرقة ونكث الصفقة والتعرب بعد الهجرة واليأس من روح الله والامن من مكر الله وقد يزاد أربعة عشر أخرى اكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله من غير ضرورة والسحت والقمار والنجس في الكيل والوزن ومعونة الظالمين وحبس الحقوق من غير عسر والاسراف والتبذير والخيانة والاشتغال بالملاهي والإصرار على الذنوب وهذه الأربعة عشر منقولة في عيون الاخبار عن مولانا الرضا (ع) فهذه عشرة أقوال نقلها الشيخ المحقق بهاء الملة والدين العاملي طاب ثراه وقال س بعد ذلك ثم لا يخفى ان كلام الشيخ الطبرسي مشعر بان القول بان الذنوب كلها كباير متفق عليه بين علماء الإمامية وكفى بالشيخ ناقلا إذا قالت حذام فصدقوها فان القول ما قالت حذام لكن ضرح بعض أفاضل المتأخرين منهم بأنهم مختلفون وان بعضهم قائل ببعض الأقوال السابقة ونسب هذا القول إلى رئيس الطايفة الشيخ المفيد وابن البراج وأبى الصلاح والمحقق محمد ابن إدريس والشيخ أبى على الطبرسي رضوان الله عليهم وتحقيق الحق يقتضى نمطا اخر من الكلام يا معطى المسألات المسألة مصدر كالرحمة والمغفرة لكنها بمعنى المسؤول كالسؤل في قوله تعالى لقد أوتيت سؤلك يا موسى وهو من كثرة الاعطاء بمقام يجود بنفسه لمن استجاده كما في الحديث القدسي من عشقته فقد قتلته ومن قتلته فعلى ديته ومن على ديته فانا ديته وهذا نهاية الإجادة ولذا في عالم المجاز نظمه بعضهم في معن ولو لم يكن في كفه غير نفسه * لجاد بها فليتق الله سائله * يقولون معن لا زكاة لماله وكيف يزكى المال من هو باذله * إذ حال حول لم تجد في دياره * من المال الا ذكره وجمائله تراه إذا ما جئته متهللا * كأنك تعطيه الذي أنت نائله * تعود بسط الكف حتى لو أنه أراد انقباضا لم تطعه أنامله ومعنى قولنا يجود بنفسه انه يصير القلب مهبط نوره ومحط نزوله واجلاله كما في الحديث قلب المؤمن عرش الرحمن لا التجافي عن مقامه يا قابل التوبات التوبة ثلثة أقسام توبة العام وتوبة الخاص وتوبة الأخص فالأولى هي الرجوع عن
পৃষ্ঠা ৩৪