لا تستجاب فاعلم أنه لا دعاء بلسان الاستعداد غير مستجاب الا ما هو من باب لقلقة اللسان فقط كما يقول الجالس في مساكن ذكر الله ببدنه اللهم ارزقني توفيق الطاعة وبعد المعصية ولكن جميع أركانه وجوارحه وملكاته الراسخة واخلاقه الرذيلة وشياطينه الذين صارت قلبه عشهم وبهايم شهواته وخنزير حرصه وكلب غضبه اللاتي غدت باطنه مرتعها كلهم ينادون ويقولون اللهم اخذلنا بالمعصية ويستغيثون ويطلبون أرزاقهم وهو تعالى مجيب الدعوات اعطى كل شئ خلقه ثم هدى وكما يقول الانسان الطبيعي المطيع للوهم اللهم إبقني في الدنيا وهو بسره وعلانيته حتى وهمه متوجه إلى ربه كل يبتغى وجهد والتمكن في ذراه والجنة، وأركان بدنه تطلب احيازها الطبيعية وفروخه المحتبسة في بيوض المواد من قواه العلامة والعمالة تستدعى النهوض والطيران بل الأدوار والأكوار تقتضي اثارها بل الأعيان الثابتة اللازمة للأسماء يقولون لكل أمة من الصور انطبعت وتعلقت بالمادة إلى متى تلبثون هنا وتعطلون المواد ألم تنقض نوبتكم فشمر والسفر كم وتأهبوا للقاء أميركم ليصل النوبة إلى طايفة أخرى ولذا فالروح يتمنى الموت ويفارق البدن بالاختيار والكاره له هو الوهم وإن كان هو أيضا طالبا له بلسان الاستعداد يا أيها الانسان انك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ولسان القال أيضا دعاؤه مستجاب لكونه يستدعى غذائه الذي هو النطق أي نطق كان فهو تعالى مجيب دعوتهم ومبلغهم إلى أمنيتهم وقد لا يساعد الداعي لسان استعداد هويته وان ساعده بحسب النوع كطلب كل واحد مرتبة الأخر فلعله حيث ليس له علم محيط يضره ما استدعى بلسان القال ويفسده فحاله وعلله يطلبون له ما يصلحه كما في الحديث القدسي ان من عبادي من لا يصلحه الا الغنى لو صرفته إلى غير ذلك لهلك وان من عبادي من لا يصلحه الا الفقر لو صرفته إلى غير ذلك لهلك وعلى هذا فاجل الاذكار ما اشتمل على توحيده وتمجيده لا ما يشعر بالطلب والتكدي ولذا قال (ع) فوت الحاجة أحب إلى من قضاء الحاجة وفى الحديث القدسي من ترك ما يريد لما أريد اترك ما أريد لما يريد وفى الدعاء اللهم أنت كما أريد فاجعلني كما تريد وورد المؤمن لا يريد ما لا يجد وقال المولوي قوم ديكر مى شناسم زاوليا كه زبانشان بسته باشد از دعا وإن كان السؤال أيضا حسنا لأنه أيضا من أسباب سعادتك ومن موجبات تذكرك ولهذا كان موسى على نبينا وعليه السلام مأمورا بمسألة ملح طعامه منه إذ كلما يجلب إلى جنابه فهو حسن وإن كان للحسن عرض عريض وفى كلمات الشيخ أبي سعيد أبى الخير س
পৃষ্ঠা ৩২