عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ ١. فبقدر ما يركن الشخص إلى غير الله تعالى بطلبه أوبقلبه أو بأمله فقد أعرض عن ربه بمن لا يضره ولا ينفعه وكذلك الخوف من غير الله وقد أكد النبي ﷺ ذلك فقال: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعونك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك" وكذلك في الضر وهذا هو الإيمان بالقدر والإيمان به واجب خيره وشره وإذا تيقن المؤمن هذا فما فائدة سؤال غير الله والاستعانة به؟ وكذلك إجابة الخليل ﵊ جبريل ﵇ حين سأله وهو في الهواء: "ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا"٢.
وقوله: "رفعت الأقلام وجفت الصحف" هذا تأكيد أيضًا لما تقدم: أي لا يكون خلاف ما ذكرت لك بنسخ ولا تبديل.
ثم قال: "واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا" فنبهه على أن الإنسان في الدنيا ولا سيما الصالحون معرضون للمصائب لقوله ﷿: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ ٣. وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ ٤.
_________
١ سورة الطلاق: الآية ٣.
٢ ذكره الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الأنبياء وفيه: "أما إلى الله فبلى".
٣ سورة البقرة: الآية ١٥٥ – ١٥٧.
٤ سورة الزمر: الآية ١٠.
1 / 77