النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله تعالى أن يخلق منها بشرًا طارت في بشر المرأة تحت كل ظفر وشعر ثم تمكث أربعين ليلة ثم تصير دمًا في الرحم فذلك جمعها وهو وقت كونها علقة"١.
قوله: "ثم يرسل إليها الملك" يعني الملك الموكل بالرحم.
قوله: "وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة" إلى آخره ظاهر الحديث أن هذا العامل كان عمله صحيحًا وأنه قرب من الجنة بسبب عمله حتى بقي له على دخولها ذراع وإنما منعه من ذلك سابق القدر الذي يظهر عند الخاتمة فإذًا الأعمال بالسوابق لكن لما كانت السابقة مستورة عنا والخاتمة ظاهرة جاء في الحديث: "إنما الأعمال بالخواتيم" ٢ يعني عندنا بالنسبة إلى اطلاعنا في معنى الأشخاص وفي بعض الأحوال، وأما الحديث الذي ذكره مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان: أن رسول الله ﷺ قال: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار" فإنه لم يكن عمله صحيحًا في نفسه وإنما كان رياء وسمعة فيستفاد من ذلك الحديث ترك الالتفات إلى الأعمال والركون إليها والتعويل على كرم الله تعالى ورحمته.
وقوله قبل ذلك: "ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله". هو بالباء الموحدة في أوله على البدل من "أربع كلمات".
وقوله: "شقي أو سعيد" مرفوع لأنه خبرٌ مبتدأ محذوف تقديره: وهو شقي أو سعيد.
وقوله ﷺ: "فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة"
_________
١ أخرجه ابن أبي حاتم.
٢ رواه البخاري في القدر باب العمل بالخواتيم حديث رقم ٦٦٠٧.
1 / 38