============================================================
شرح الأنفاس الروحانية يبرر إلى الخارج إلا من طريق اهوى، فافهم.
وقال أيضا: ما عاقب الله تعالى صاحب اهمة وإن عصاه يريد بصاحب الهمة الولي، والنبي البالغ الكامل في محبة الله تعالى، وقال: النوري: "حرم الله النار على أهل الهمة، وحرم الآخرة على أهل الإرادة وحرم الزيادة على أهل النار" يعي بأهل الهمة ما عنى الجنيد بصاحب الهمة، وعني بأهل الارادة الذين يريدون الدنيا، والآخرة ويحبون الله تعالى لمنافع الدنيا والآخرة، ويريد بالزيادة المحرمة عليهم الرؤية والمشاهدة.
قال ابن عطاء: "اهمة لا يزاتلها عوارض، والارادة يزاتلها عوارض" يعني أن اهمة لا يزائلها، ولا يعارضها عوارض الدنيا، والآخرة أي اشتغالها لا يزاحمها، وآفاتها لا ينافيها بخلاف الإرادة فإنها تزول بالآفات، والعوارض حتى النوم، والغفلة، والنسيان، والجنون وغيرها يزيل الإرادة، ولا يزيل الهمة يعني أن الهمة يعمل أعمالها ويرتقى مراقيها، وإن كان صاحبها مستغرقا في النوم، والاغماء، والجنون، وأمثالها: قال الشبلي: لاصاحب الهمة لا يشتغل بشيء، وصاحب الإرادة يشتغل" يي صاحب اهمة لا يشتغل بشيء من مراده وصاحب الارادة يشغله الشواغل، والآفات هذا مثل قول ابن عطاء، وقال أيضا: "الهمة الله وما دونه ليس بهمة" تعني: الهمة ألا يريد إلا الله تعالى، أو نقول : معناه أن الهمة إرادة الله تعالى فحب و إرادة ما دونه ليست بهمة، وهذا كما قالوا في المحبة هى محبة الله تعالى ذاته لذاته لا غير كان الشبلي أراد بالهمة هنا محبة الله تعالى ذاته، وجعل ما كان ذلك غير الهمة وهذه الكلمة معنى آخر وهو الحمل على الظاهر ويشير اليه قول النبي الله: لامن أصبح وهمه غير الله فليس من الله "(1) تفهم إن شاء الله وحده، ومن هنا قال الحلاج: "أنا الحق"، وأبو يزيد : "سبحاني ما أعظم شأني" .
فمن كان إلى همه كان له الله، وهو الله، كما قال صلوات الله عليه "من كان لله كان الله له"، ويقال: الهمة حفاظ مع الوفاء، والإرادة عبادة مع الجفاء، والمنية تحريك بالخطأ، اعلم أن هذه الكلمات لما لم يعلموا قائلها قالوا: يقال الهمة حفاظ مع الوفاء، يعني حفاظ الأسرار التي بينه وبينه مع الوفاء، يعني مع الوفاء (1) رواه الطبراني في الأوسط (151/1).
পৃষ্ঠা ২৮২