197

শারহ আনফাস রুহানিয়্যা

জনগুলি

============================================================

195 شرح الأنفاس الروحانية ونظير ذلك قوله تعالى: ( قال رن آجعل اي ،اية قال * ايمثك ألا تكلم الناست ثلث لمال سوكما) (مريم:10]، فإذا لم يستحيل ذلك في حق الملك وأن جبريل كان باق على حقيقته وصفته في حال ظهوره في صورة دحية فلا يستحيل ذلك في حق الله تعالى في يقظة ولا منام؛ لاتفاق جميع المحققين أن المرئي مثال الذات لا عين الذات، كما تقدم وكما سيأتي ومن فهم الفرق بين المثل والمثال لم يقف في مثل ذلك، وقد أشار رسول الله بأن الله تعالى مثالا يقع التجلي فيه حتى يعرف بقوله: "إن الله خلق آدم على صورته".

وذلك أنه تعالى لما كان موصوفا بالوجود قائما بنفسه حيا عالما مريدا قادرا سمعيا بصيرا متكلما كذلك ولو لم يكن الأنسان موصوفا بهذه الصفات ما صح له معرفة هذه الصقات في جانب الحق تبارك وتعالى، ولا تعقلها.

ولهذا ورد في بعض الكتب الإهية: "من عرف نفسه فقد عرف ربه".

ذلك لأن كل ما لم يجد الإنسان له مثالأ في نفسه يعسر عليه التصديق والإقرار به، ومن شك فيما قررناه فليتعقل لناشيئا لم يخلقه الله تعالى؛ فإنه لا يقدر قط على ذلك، وهذا يصلح دليلا لمن منع رؤية ذات الله تعالى لولا ماورد.

ثم اعلم أن الفرق بين الحق تعالى والإنسان أن الحق تعالى يتقلب في الأحوال، والإنسان تتقلب عليه الأحوال؛ إذ يستحيل أن يكون للحال على الحق تعالى حكم.

قال تعالى: ( كل يوم هو فى شأن * [الرحمن :29].

فرقعت المشاركة في الأحوال كما وقعت في الأسماء، فافهم هذا الفرق؛ فإنه من أوضح الفروق وأجلاها، فعلم أنه ليس المراد بالصورة المخلوق عليها آدم أنها ذات سبع(3 فقط؛ لأن الحيوان كذلك له ذات، وهو حي عالم مريد قادر متكلم سميع بصير، ولو كان المراد ذلك لكان يبطل وجه الخصوصية للانسان فإن هذه الصفة إنما جاءت له على جهة التشريف له.

نإن قيل: فما هذا التغيير الواقع للانسان في نفسه وصورة الحق تعالى لا تقيل التغيير؟

قلنا: الله تعالى يقول: ( سنقرغ لكم اليه الثقلان" [الرحمن:31) .

ورسول الله يقول: لفرغ رئك من ثلاب.

وفي حديث التجلي الأخروي يتجلى لهم الرب في أدنى صورة، ثم يتحول عند إنكارهم إلى الصورة التي عرفره فيها بالعلامة.

فهو تعالى هو الذي أضاف إلى نفسه هذا المقام، وهو عري عن مقام التغيير بذاته والتبديل، ولكن التجلي في المظاهر الإلهية على قدر العقائد التي تحدث للمخلوقات مع الأنات، وإذا كان الأمر على ما ذكرنا

পৃষ্ঠা ১৯৭