شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير
شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير
জনগুলি
وفي رواية أبي ذر: جمعه لك صدرك، بسكون الميم وضم العين مصدر، ورفع راء صدرك فاعل، ولكريمة: جمعه لك في صدرك بفتح الجيم وإسكان الميم وزيادة في وهو يوضح الأول، وفي روايةٍ جمعه له بإسكان الميم أي جمعه تعالى للقرآن صدرك، وفي رواية الأصيل وحده جمعه له في صدرك، بزيادة في، على كل حال المعنى ظاهر، وكله متقارب وهي ألفاظ متقاربة.
المقدم: والمثبت عندنا جمعه لك في صدرك.
جمعه لك في صدرك، ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [(١٧) سورة القيامة] أي قراءته، فهو مصدر مضاف للمفعول، والفاعل محذوف والأصل: وقراءتك إياه، يطلق القرآن ويراد به القراءة، كما جاء في وصف عثمان ﵁:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحًا وقرآنا
أي قراءة، وقال ابن عباس أيضًا في تفسير ﴿قُرْآنَهُ﴾: أي تقرأه، بفتح الهمزة في اليونينية، وقال البيضاوي: إثبات قرآنه في لسانك وهو تعليل للنهي، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾ أي أنزلنا إليك بواسطة جبريل ﴿فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ وقال ابن عباس في تفسير ﴿فَاتَّبِعْ﴾ [(١٨) سورة القيامة] أي فاستمع له وأنصت، بهمزة القطع، أي كن حال قراءته ساكتًا، والاستماع أخص من الإنصات؛ لأن الاستماع الإصغاء، والإنصات السكوت، ولا يلزم من السكوت الإصغاء، ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [(١٩) سورة القيامة] فسره ابن عباس بقوله: ثم إن علينا أن تقرأه، وفسره غيره: ببيان ما أشكل عليك من معانيه.
4 / 21