============================================================
المرصد الخامس - المقصد الأول : في تعريفه الظن غير أصل الظن) بلا شبهة (فيخرج عنه) اي عن تعريف القاضي (ما يطلب له أصل الظن) فلا يكون تعريفه جامعا (قلنا: الظن هو المعبر عنه بغلبة الظن، لأن الرجحان مأخوذ في حقيقته فإن ماهيته هو الاعتقاد الراجح) فكأنه قيل: أو غلبة الاعتقاد التي في الظن، وفائدة العدول إلى هذه العبارة هي التنبيه على أن الغلبة أي الرجحان مأخوذة في ماهيته (وقد أجاب عنه الآمدي بأن له) أي النظر (خاصتين إفادة) أصل (الظن وإقادة غلبته) بأن يزداد رجحانه وقوته. متقاربا إلى الجزم (وقد اكتفى) في تعريفه (بذكر إحداهما) يعني إحدى الخاصتين (ولا يجب ذكر الكل) أي كل خواصه في قوله: (لأن الرجحان مأخوذ في حقيقته) مقوم إياه مميز له عما عداه من انواع الإدراك فالمراد بالغلبة القوة والرجحان الذي هو فصل له متعد معه في الوجود، لا المعنى المصدري الذي هو الاعتبارى المحض ولاتحاده معه في الوجود عبر عن الظن به، وبما ذكرنا ظهر اندفاع ما قيل: إن كوته ماخوذا في حقيقته لا يصح أن يعبر به عنه، ويقام ما يطلب غلبة الظن مقام ما يطلب به الظن قوله: (فإن ماهيته هو الاعتقاد الراجح) اشار بذلك إلى أن المشتق ومبدأ الاشتقاق متحدان بالذات مختلفان بالاعتبار، كما حققه المحقق الدواني في حواشيه القديمة.
قوله: (فكانه قيل إلخ) فإضافة الغلية إلى الظن لامية، والاختصاص من حيث كونه جزءا له مقوما إياه، ولذا قال الشارح: في الظن دون هي الظن، فما قيل أن الأولي ان يقول : هي الظن ليس بشيء قوله: (على أن الغلبة اي الرجحان) لأن المعنى المصدري ماخوني في ماهية الظن مقوم إياه مميز له عما عداه من الإدراكات، وهذا التنبيه حصل من جعل طلبها طلبه، فإن مشعر باتحادهما في الوجود فيكون ذاتيا له، وهذا التنبيه غير مشهور وإن كان كون الظن موصوفا بالرجحان مشهورا، فتدبر فإنه ممازل فيه الأقدام.
عن لزوم طلب العلم والجهل، ولذا قال: من غير ملاحظة المطابقة وعدمها يعني علمهما، وإلا فملاحظة اصل المطابقة ولو ظنا مما لا بد ماهنا في الظن ظاهرا، فحينشذ يتحد الجوابان في المال، بقي فيه بحث وهو إن ظن مطابقة الظن إن علم مطابقته كان علما، وإن علم عدم مطابقته كان جهلا، وإن ظن تنقل الكلام إليه حتى يتسلسل، ويمكن ان يقال : الظنون إنما تكون متعلقة بالظنون بعد الملاحظة القصدية، فتنقطع بانقطاعها.
قوله: (التى في الظن) قيل الأولى أن يقول: أو غلبة لااعتقاد التي هي الظن ليشعر بأن الإضافة بيانية وأنت خبير بأن الظن هو الاعتقاد الغالب لا نفس غلبة الاعتقاد هذا، وقد يجاب عن السؤال الثاني بأن المراد بالظن نفس الاعتقاد، فإنه قد يستعمل بمعناه لا نفس غلية الاعتقاد.
قوله: (وفائدة العدول إلى هذه العبارة هي التتبيه إلخ) لا يخفى أن كون الرجحان مأخوذا في ماهية الظن أمر مشهور، فالتتبيه عليه بعبارة ظاهرة في خلافه مما يأباه مقا التعريف، فالأولى تركه.
পৃষ্ঠা ১৯৮