شرح اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون
شرح اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون
জনগুলি
وَكُلُّ بَحْثِ أَهْلِ هَذَا اَلْفَنِّ ... فِي حَالِ إِسْنَادِ وَحَالِ اَلْمَتْنِ
عَنَوْا بِـ (الإِسْنَادِ) اَلطَّرِيقَ اَلْمُوَصِلَهْ ... لِلْمَتْنِ عَمَّنْ قَالَهُ أَوْ فَعَلَهْ
وَ(الْمَتْنُ) مَا إِلَيْهِ يَنْتَهِي اَلسَّنَدْ ... مِنْ اَلْكَلامِ وَ(الْحَدِيثِ) مَا وَرَدْ
عَنْ اَلنَّبِيْ وَقَدْ يَقُولُونَ (اَلْخَبَرْ) ... كَمَا أَتَى عَنْ غَيْرِهِ كَذَا (اَلأَثَرْ)
وَهَاك تَلْخِيصُ أُصُولٍ نَافِعَةْ ... لِجُلِّ مَا قَدْ أَصَّلُوهُ جَامِعَةْ
يقول الناظم -رحمه الله تعالى- بعد أن حمد لله -جل وعلا- على نعمه وإفضاله وإحسانه، وصلى على نبيه ﵊ وعلى آله وصحبه يقول:
"وبعد إن أشرف العلوم" (أما بعد) يؤتى بها للانتقال من غرضٍ إلى آخر، ومن أسلوبٍ إلى آخر، ومن الوسائل إلى غايتها، المقصود أنها يؤتى بها للانتقال، وقد ثبتت عن النبي ﵊ في أحاديث تزيد عن الثلاثين في خطبه وفي رسائله، فالإتيان بها سنة، بهذا اللفظ: أما بعد، ولم يحفظ عنه ﵊ أنه قال: وبعد، لكن يقول بعض العلماء أن الواو هذه تقوم مقام (أما) كأنها من باب التسهيل، لكن الامتثال والاقتداء إنما يتم باللفظ المأثور عن النبي ﵊ وهو (أما بعد) و(أما) حرف شرط، و(بعد) ظرف مبني على الضم قائم مقام الشرط، وجواب الشرط ما بعدها مما يقترن بالفاء؛ لأن (أما) لا بد أن يقترن جوابها بالفاء، وهنا ومما يعتذر به للناظم أن النظم قد لا يطاوع، وارتكب في النظم من الضرورات ما لم يرتكب في النثر.
المقصود أن الاقتداء إنما يتم بقولنا: (أما بعد) و(أما بعد) اختلف أهل العلم في أول من قالها على ثمانية أقوال يجمعها قول الناظم:
الخلفُ في أما بعد من كان بادئًا ... بها عدَّ أقوالٌ وداود أقربُ
ويعقوب أيوب الصبور وآدمٌ ... وقسٌ وسحبانٌ وكعبٌ ويعربُ
1 / 16