146

شرح الاقتصاد في الاعتقاد - الراجحي

شرح الاقتصاد في الاعتقاد - الراجحي

জনগুলি

قول عكرمة: (كلام ربي)
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال عبد الله بن أبي مليكة: كان عكرمة بن أبي جهل ﵁ يأخذ المصحف فيضعه على وجهه فيقول: كتاب ربي ﷿، وكلام ربي ﷿].
عبد الله بن أبي مليكة هو من التابعين ﵀، يقول: كان عكرمة بن أبي جهل وأبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عمرو المخزومي القرشي، وقد أسلم عكرمة عام الفتح وأبلى في حروب الردة بلاء حسنًا، قيل: إنه توفي في خلافة أبي بكر ﵁.
يقول: كان يأخذ المصحف فيضعه على وجهه فيقول: كتاب ربي ﷿، وهذا اجتهاد منه ﵁، وجاء في ترجمته أنه كان ربما قبل المصحف ويقول: كلام ربي.
وهذا اجتهاد منه ﵁، وبعض العامة الآن تجده إذا أخذ المصحف قبله أو وضعه على الجبهة، فهذا جاء من فعل عكرمة بن أبي جهل رضي الله تعالى عنه، ولم يرد عن النبي ﷺ أنه فعل شيئًا من ذلك، ولم يرد عن كبار الصحابة أنهم فعلوا شيئًا من ذلك، فالأولى تركه، والمهم هو العمل به، ولو قبله عشرين مرة وما عمل به فإنه لا ينفعه هذا التقبيل، فالمهم العمل بهذا القرآن، وهذا هو الذي ينفع الإنسان، أي: أن يصدق أخباره وينفذ أحكامه، ويفعل أوامره، ويجتنب نواهيه، وينزجر بزواجره، ويتعظ بمواعظه، ويقف عند حدوده، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، وهذه هي التلاوة الحقيقية التي تنفع الإنسان، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ [البقرة:١٢١].
والتلاوة نوعان: تلاوة حكمية وتلاوة نقلية، فالتلاوة النقلية هي قراءة القرآن، وهي عبادة، لكن التلاوة التي عليها مدار السعادة والشقاء هي التلاوة الحكمية، وهي تنفيذ أحكامه وتصديق أخباره، أما كون الإنسان يقبله أو يضعه على جبهته ولا يعمل به فهذا لا يفيده.

7 / 14