شرح العقيدة الواسطية - عبد الكريم الخضير
شرح العقيدة الواسطية - عبد الكريم الخضير
জনগুলি
قد جعل الله لهن سبيلًا إشارة إلى قول الله -جل وعلا- في سورة النساء: ﴿حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا﴾ [(١٥) سورة النساء] قالوا: الحديث نسخ الآية، والحديث آحاد، فيذكرونه مثال في مثل هذا الموضع.
والمعارض يقول: هذا ليس بنسخ إنما هو بيان، يعني حكم مؤقت ثم جاء بيانه بهذا الحديث، والبيان يصلح بالآحاد من قوله أو فعله ﵊ يصلح به البيان.
على كل حال الكل شرع، والكل من عند الله، فلا يقول قائل: تبعًا لما قرره أهل العلم في هذه المسألة أن ما ثبت بالسنة فيه خيرة لأحد، أبدًا، والله -جل وعلا- أنزل على عبده الكتاب والحكمة -على محمد ﵊ الكتاب والحكمة ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [(٢) سورة الجمعة] ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾ [(٣٤) سورة الأحزاب] والحكمة هي السنة، والنبي ﵊ يقول: «ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه» ليس المجال مجال نقاش في حجية السنة أبدًا، أو هي محل تردد عند أحد ممن يعتد بقولهم من أهل العلم، نعم، بعض المبتدعة -بعض المخذولين- شككوا في السنة، وأوجدوا شبهات، ولم يعملوا بالسنة، وصار ذلك مدخل لهم في نفي كثير مما أثبته الشارع، فالخوارج يقولون: بيننا وبينكم كتاب الله، ولا يرون غير كتاب الله.
المعتزلة وكثيرٌ من طوائف المبتدعة لا يعملون بالآحاد لا سيما في هذا الباب باب العقائد، والقصد من كلامهم هذا إبطال ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله ﵊ فليس الحديث معهم، وإنما الحديث مع من يتدين بحجية السنة، وهو قولُ عامة أهل العلم الذي يُعتد بقولهم.
"ثم في سنة رسول الله ﷺ": والسنة في اللغة: الطريقة، وفي الاصطلاح -اصطلاح أهل العلم- ما يضاف إلى النبي ﷺ من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير أو وصف.
هذه هي السنة، ما أضيف إلى النبي ﵊ من قول أو فعل أو وصف.
يقول -رحمه الله تعالى-: "فالسنة"
الفاء هذه.
طالب. . . . . . . . .
6 / 12