شرح العقيدة السفارينية
شرح العقيدة السفارينية
প্রকাশক
دار الوطن للنشر
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٢٦ هـ
প্রকাশনার স্থান
الرياض
জনগুলি
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﷺ وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فإن من توفيق الله تعالى - وله الحمد والشكر - أن يسَّر لفضيلة شيخنا محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - شرح منظومة " الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية " الشهيرة " بالعقيدة السفارينية " للعلامة الشيخ محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفاريني النابلسي الحنبلي المتوفى - رحمه الله تعالى - عام ١١٨٨ هـ. ﵀ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرًا.
وقد شرحها شيخنا - رحمه الله تعالى - عدة شروحات كان آخرها ذلك الشرح المسجل صوتيًا عام ١٤١٠ هـ ضمن الدروس العلمية التي كان يعقدها فضيلته - رحمه الله تعالى - في الجامع الكبير بمدينة عنيزة وهو الذي اعتمد عليه في إخراج الكتاب.
وسعيًا لتعميم النفع بهذا الشرح - إن شاء الله تعالى - وإنفاذًا للقواعد والتوجيهات التي قررها فضيلة شيخنا ﵀ لإخراج مؤلفاته ودروسه العلمية وإعدادها للنشر، عهدت " مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية " إلى الشيخ " مساعد بن عبد الله السلمان - أثابه الله - " بالعمل لإعداده للنشر والطباعة، ثم قام الشيخ الدكتور " سامي بن محمد الصقير " أثابه الله بالمراجعة، فجزاهما الله خيرًا على أعمالهما في خدمة هذا الكتاب. نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، موافقًا لمرضاته، نافعًا لعباده، وأن يجزي فضيلة شيخنا عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ويسكنه فسيح جناته، ويضاعف له المثوبة والأجر، ويعلي درجته في المهديين، إنه سميع قريب. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، خاتم النبيين، وإمام المتقين، وسيد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. اللجنة العلمية في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثمين الخيرية ١٥/٣/١٤٢٦هـ
وسعيًا لتعميم النفع بهذا الشرح - إن شاء الله تعالى - وإنفاذًا للقواعد والتوجيهات التي قررها فضيلة شيخنا ﵀ لإخراج مؤلفاته ودروسه العلمية وإعدادها للنشر، عهدت " مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية " إلى الشيخ " مساعد بن عبد الله السلمان - أثابه الله - " بالعمل لإعداده للنشر والطباعة، ثم قام الشيخ الدكتور " سامي بن محمد الصقير " أثابه الله بالمراجعة، فجزاهما الله خيرًا على أعمالهما في خدمة هذا الكتاب. نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، موافقًا لمرضاته، نافعًا لعباده، وأن يجزي فضيلة شيخنا عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ويسكنه فسيح جناته، ويضاعف له المثوبة والأجر، ويعلي درجته في المهديين، إنه سميع قريب. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، خاتم النبيين، وإمام المتقين، وسيد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. اللجنة العلمية في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثمين الخيرية ١٥/٣/١٤٢٦هـ
অজানা পৃষ্ঠা
نص المنظومة
١. الحمد لله القديم الباقي ... مقدر الآجال والأرزاق
٢. حي عليم قادر موجود ... قامت به الأشياء والوجود
٣. دلت على وجوده الحوادث ... سبحانه فهو الحكيم الوارث
٤. ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي المصطفى كنز الهدى
٥. وآله وصحبه الأبرار ... معادن التقوى مع الأسرار
٦. وبعد فاعلم أن كل العلم ... كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي
٧. لأنه العلم الذي لا ينبغي ... لعاقل لفهمه لم يبتغ
٨. فيعلم الواجب والمحالا ... كجائز في حقه تعالى
٩. وصار من عادة أهل العلم ... أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم
١٠. لأنه يسهل للحفظ كما ... يروق للسمع ويشفي من ظما
١١. فمن هنا نظمت لي عقيدة ... أرجوزة وجيزة مفيدة
١٢. نظمتها في سلكها مقدمة ... وست أبواب كذاك خاتمة
١٣. وسمتها بالدرة المضية ... في عقدة أهل الفرقة المرضية
١٤. على اعتقاد ذي السداد الحنبلي ... إمام أهل الحق ذي القدر العلي
١٥. حبر الملا فرد العلا الرباني ... رب الحجى ماحي الدجى شيباني
١٦. فإنه إمام أهل الأثر ... فمن نحا منحاه فهو الأثري
١٧. سقى ضريحا حله صوب الرضا ... والعفو والغفران ما نجم أضا
١٨. وحله وسائر الأئمة ... منازل الرضوان أعلى الجنة
١٩. اعلم هديت أنه جاء الخبر ... عن النبي المقتفي خير البشر
٢٠. بأن ذي الأمة سوف تفترق ... بضعا وسبعين اعتقادا والمحق
1 / 7
٢١. ما كان في نهج النبي المصطفى ... وصحبه من غير زيف وجفا
٢٢. وليس هذا النص جزما يعتبر ... في فرقة ألا على أهل الأثر
٢٣. فأثبتوا النصوص بالتتريه ... من غير تعطيل ولا تشبيه
٢٤. فكل ما جاء من الآيات ... أو صح في الإخبار عن ثقات
٢٥. من الأحاديث نمره كما ... قد جاء فاسمع من نظامي واعلما
٢٦. ولا نرد ذاك بالعقول ... لقول مفتر به جهول
٢٧. فعقدنا الإثبات يا خليلي ... من غير تعطيل ولا تمثيل
٢٨. وكل من أول في الصفات ... كذاته من غير ما إثبات
٢٩. فقد تعدى واستطال واجترى ... وخاض في بحر الهلاك وافترى
٣٠. ألم تر اختلاف أصحاب النظر ... فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر
٣١. فإنهم قد اقتدروا بالمصطفى ... وصحبه فاقنع بهذا وكفى
٣٢. أول واجب على العبيد ... معرفة الإله بالتسديد
٣٣. بأه واحد لا نظير ... له ولا شبه ولا وزير
٣٤. صفاته كذاته قديمة ... أسماؤه ثابتة عظيمة
٣٥. لكنها في الحق توقيفية ... لنا بذا أدلة وفيه
٣٦. له الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة وعلم اقتدر
٣٧. بقدرة تعلقت بممكن ... كذا إرادة فع واستبن
٣٨. والعلم والكلام قد تعلقا ... بكل شيء يا خليلي مطلقا
٣٩. وسمعه سبحانه كالبصر ... بكل مسموع وكل مبصر
٤٠. وأن ما جاء مع جبريل ... من محكم القرآن والتنزيل
٤١. كلامه سبحانه قديم ... أعيا الورى بالنص يا عليم
٤٢. وليس في طوق الورى من أصله ... أن يستطيعوا سورة من مثله
1 / 8
٤٣. وليس ربنا بجوهر ولا ... عرض ولا جسم تعالى ذو العلا
٤٤. سبحانه قد استوى كما ورد ... من غير كيف قد تعالى أن يحد
٤٥. فلا يحيط علمنا بذاته ... كذاك لا ينفك عن صفاته
٤٦. فكل ما قد جاء في الدليل ... فثابت من غير ما تمثيل
٤٧. من رحمة ونحوها كوجهه ... ويده وكل ما من نهجه
٤٨. وعينه وصفته النزول ... وخلقه فاحذر من النزول
٤٩. فسائر الصفات والأفعال ... قديمة لله ذي الجلال
٥٠. لكن بلا كيف ولا تمثيل ... رقما لأهل الزيغ والتعطيل
٥١. نمرها كما أتت في الذكر ... من غير تأويل ومن غير فكر
٥٢. ويستحيل الجهل والعجز كما ... قد استحال الموت حقا والعمى
٥٣. فكل نقص قد تعالى الله ... عنه فيا بشرى لمن والاه
٥٤. وكل ما يطلب فيه الجزم ... فمنع تقليد بذاك حتم
٥٥. لأنه لا يكتفى بالظن ... لذي الحجى في قول أهل الفن
٥٦. وثيل يكفي الجزم إجماعا بما ... يطلب فيه بعض العلما
٥٧. فالجازمون من عوام البشر ... فمسلمون عند أهل الأثر
٥٨. وسائر الأشياء غير الذات ... وغيرما الأسماء والصفات
٥٩. مخلوقة لربنا من العدم ... وضل من أثنى عليها بالقدم
٦٠. وربنا يخلق باختيار ... من غير حاجة ولا اضطرار
٦١. لكنه لم يخلق الخلق سدى ... كما أتى في النص فاتبع الهدى
٦٢. أفعالنا مخلوقة لله ... لكنها كسب لنا يا لاهي
٦٣. وكل ما يفعله العباد ... من طاعة أو ضدها مراد
٦٤. لربنا من غير ما اضطرار ... منه لنا فافهم ولا تمار
1 / 9
٦٥. وجاز للمولى يعذب الورى ... من غير ما ذنب ولا جرم جرى
٦٦. فكل ما منه تعالى يجمل ... لأنه عن فعله لا يسأل
٦٧. فإن يثب فإنه من فضله ... وإن يعذب فبمحض عدله
٦٨. فلم يجب عليه فعل الأصلح ... ولا الصلاح ويح من لم يفلح
٦٩. فكل من شاء هداه يهتدي ... وإن يرد إضلال عبد يعتدي
٧٠. والرزق ما ينفع من حلال ... أو ضده فحل عن المحال
٧١. لأنه رازق كل الخلق ... وليس مخلوق بغير رزق
٧٢. ومن يمت بقتله من البشر ... أو غيره فبالقضاء والقدر
٧٣. ولم يفت من رزقه ولا الأجل ... شيء فدع أصل الضلال والخطل
٧٤. وواجب على العباد طرا ... أن يعبدوه طاعة وبرا
٧٥. ويفعلوا الذي به أمر ... حتما ويتركوا الذي عنه زجر
٧٦. وكل ما قدر أو قضاه ... فواقع حتما كما قضاه
٧٧. وليس واجبا على العبد الرضا ... بكل مقضي ولكن بالقضا
٧٨. لأنه من فعله تعالى ... وذاك من فعل الذي تقالى
٧٩. ويفسق المذنب بالكبيرة ... كذا إذا أصر بالصغيرة
٨٠. ولا يخرج المرء من الإيمان ... بموبقات الذنب والعصيان
٨١. وواجب عليه أن يتوبا ... من كل ما جر عليه حوبا
٨٢. ويقبل المولى بمحض الفضل ... من غير عبد كافر منفصل
٨٣. ما لم يتب من كفره بضده ... فيرتجع عن شركه وصده
٨٤. ومن يمت ولم يتب من الخطأ ... فأمره مفوض لذي العطا
٨٥. فإن يشأ يعفو ... وإن شاء انتقم وإن يشأ أعطى وأجزل النعم
٨٦. وقيل في الدروز والزنادقة ... وسائر الطوائف المنافقة
1 / 10
٨٧. وكل داع لابتداع يقتل ... كمن تكرر نكثه لا يقبل
٨٨. لأنه لم يبد من إيمانه ... إلا الذي أذاع من لسانه
٨٩. كملحد وساحر وساحرة ... وهم على نياتهم في الآخرة
٩٠. قلت وإن دلت دلائل الهدى ... كما جرى للعيلبوني اهتدى
٩١. فإنه أذاع من أسرارهم ... ما كان فيه الهتك عن أستارهم
٩٢. وكان للدين القويم ناصرا ... فصار منا باطنا وظاهرا
٩٣. فكل زنديق وكل مارق ... وجاحد وملحد ومنافق
٩٤. إذا استبان نصحه للدين ... فإنه يقبل عن يقين
٩٥. إيماننا قول وقصد وعمل ... تزيده التقوى وينقص بالزلل
٩٦. ونحن في إيماننا نستثني ... من غير شك فاستمع واستبن
٩٧. نتابع الأخيار من أهل الأثر ... ونقتفي الآثار لا أهل الأشر
٩٨. ولا تقل إيماننا مخلوق ... ولا قديم هكذا مطلوق
٩٩. فإنه يشمل للصلاة ... ونحوها من سائر الطاعات
١٠٠. ففعلنا نحو الركوع محدث ... وكل قرآن قديم فابحثوا
١٠١. ووكل الله من الكرام ... اثنين حافظين للأنام
١٠٢. فيكتبان كل أفعال الورى ... كما أتى في النص من غير أمترا
١٠٣. وكل ما صح من الأخبار ... أو جاء في التنزيل والآثار
١٠٤. من فتنة البرزخ والقبور ... وما أتى في ذا من الأمور
١٠٥. وأن أرواح الورى لم تعدم ... مع كونها مخلوقة فاستفهم
١٠٦. فكل ما عن سيد الخلق ورد ... من أمر هذا الباب حق لا يرد
١٠٧. وما أتى في النص من أشراط ... فكله حق بلا شطاط
١٠٨. منها الإمام الخاتم الفصيح ... محمد المهدي والمسيح
1 / 11
١٠٩. وأنه يقتل الدجال ... بباب لدخل عن جدال
١١٠. وأمر يأجوج ومأجوج اثبت ... وأنه حق كهدم الكعبة
١١١. وأن منها آية الدخان ... وأنه يذهب بالقرآن
١١٢. طلوع شمس الأفق من دبور ... كذات أجياد على المشهور
١١٣. وآخر الآيات حشر النار ... كما أتى في محكم الأخبار
١١٤. فكلها صحت بها الأخبار ... وسطرت آثارها الأخيار
١١٥. واجزم بأمر البعث والنشور ... والحشر جزما بعد نفخ الصور
١١٦. كذا وقوف الخلق للحساب ... والصحف والميزان والثواب
١١٧. كذا الصراط ثم حوض المصطفى ... فيا هنا لمن به نال الشفا
١١٨. عنه يزداد المفتري كما ورد ... ومن نحا سبل السلامة لم يرد
١١٩. فكن مطيعا واقف أهل الطاعة ... في الحوض والكوثر والشفاعة
١٢٠. فإنها ثابتة للمصطفى ... كغيره من كل أرباب الوفا
١٢١. من عالم كالرسل والأبرار ... سوى التي خصت بذي الأنوار
١٢٢. وكل إنسان وكل جنة ... في دار نار أو نعيم جنة
١٢٣. هما مصير الخلق من كل الورى ... فالنار دار من تعدى وافترى
١٢٤. ومن عصى بذنبه لم يخلد ... وإن دخلها يابوار المعتدي
١٢٥. وجنة النعيم للأبرار ... مصونة عن سائر الكفار
١٢٦. واجزم بأن النار كالجنة في ... وجودها وأنا لم تتلف
١٢٧. فنسأل الله النعيم والنظر ... لربنا من غير ما شين غبر
١٢٨. فإنه ينظر بالأبصار ... كما أتى في النص والأخبار
١٢٩. لأنه سبحانه لم يحجب ... إلا عن الكافر والمكذب
١٣٠. ومن عظيم منة السلام ... ولطفه بسائر الأنام
1 / 12
١٣١. أن أرشد الخلق إلى الوصول ... مبينا للحق بالرسول
١٣٢. وشرط من أكرم بالنبوة ... حرية ذكورة كقوة
١٣٣. ولا تنال رتبة النبوة ... بالكسب والتهذيب والفتوة
١٣٤. ولكنها فضل من المولى الأجل ... لمن يشأ من خلقه إلى الأجل
١٣٥. ولم تزل فيما مضى الأنباء ... من فضله تأتي لمن تشاء
١٣٦. حتى أتى بالخاتم الذي ختم ... به وإعلانا على كل الأمم
١٣٧. وخصه بذاك المقام ... وبعثه لسائر الأنام
١٣٨. ومعجز القرآن كالمعراج ... حقا بلا مين ولا اعوجاج
١٣٩. فكم حباه ربه وفضله ... وخصه سبحانه وخوله
١٤٠. ومعجزات خاتم الأنبياء ... كثيرة تجل عن إحصائي
١٤١. منها كلام الله معجز الورى ... كذا انشقاق البدر من غير امترا
١٤٢. وأفضل العالم من غير امترا ... نبينا المبعوث في أم القرى
١٤٣. وبعده الأفضل أهل العزم ... فالرسل ثم الأنبيا بالجزم
١٤٤. وأن كل واحد منهم سلم ... من كل ما نقص ومن كفر عصم
١٤٥. كذاك من إفك ومن خيانة ... لوصفهم بالصدق والأمانة
١٤٦. وجائز في حق كل الرسل ... النوم والنكاح مثل الأكل
١٤٧. وليس في الأمة بالتحقيق ... في الفضل والمعروف كالصديق
١٤٨. وبعده الفاروق من غير افترا ... وبعده عثمان فاترك المرا
١٤٩. وبعده فالفضل حقيقيا فاسمع ... نظامي هذا للبطين الأنزع
١٥٠. مجدل الأبطال ماضي العزم ... مفرج الأوجال وافي الحزم
١٥١. وافي الندى مبدي الهدى مردي العدا ... مجلي الصدا ويا ويل من فيه اعتدى
١٥٢. فحبه كحبهم حتما وجب ... ومن تعدى أو قلي فقد كذب
1 / 13
١٥٣. وبعد فالأفضل باقي العشرة ... فأهل بدر ثم أهل الشجرة
١٥٤. وقيل أهل أحد المقدمة ... والأول أولى للنصوص المحكمة
١٥٥. وعائشة في العلم مع خديجة ... في السبق فافهم نكتة النتيجة
١٥٦. وليس في الأمة كالصحابة ... في الفضل والمعروف والإصابة
١٥٧. لأنهم شاهدوا المختار ... وعاينوا الأسرار والأنوار
١٥٨. وجاهدوا في الله حتى بانا ... دين الهدى وقد سما الأديان
١٥٩. وقد أتى في محكم التنزيل ... من فضلهم ما يشفي للغليل
١٦٠. وفي الأحاديث وفي الآثار ... وفي كلام القوم والأشعار
١٦١. ما قد ربا من أن يحيط نظمي ... عن بعضه فاقنع وخذ من علم
١٦٢. واحذر من الخوض الذي قد يزري ... بفضلهم مما جرى لو تدري
١٦٣. فإنه عن اجتهاد قد صدر ... فاسلم أذل الله من لهم هجر
١٦٤. وبعدهم فالتابعون أحرى ... بالفضل ثم تابعوهم طرا
١٦٥. وكل خارق أتى عن صالح ... من تابع لشرعنا ومن ناصح
١٦٦. فإنها من الكرامات التي ... بها نقول واقف للأدلة
١٦٧. ومن نفاها من ذوي الضلال ... فقد أتى في ذاك بالمحال
١٦٨. لأنها شهيرة ولم تزل ... في كل عصر يا شقا أهل الزلل
١٦٩. وعندنا تفضيل أعيان البشر ... على ملاك ربنا كما اشتهر
١٧٠. قال ومن قال سوى هذا افترى ... وقد تعدى في المقال واجترا
١٧١. ولا غنى لأمة الإسلام ... وفي كل عصر كان عن إمام
١٧٢. يذب عنها كل ذي جحود ... ويعتني بالغزو والحدود
١٧٣. وفعل معروف وترك منكر ... ونصر مظلوم وقمع كفر
١٧٤. وأخذ مال الفيء والخراج ... ونحوه والصرف في منهاج
1 / 14
١٧٥. ونصبه بالنص والإجماع ... وقهره فحل عن الخداع
١٧٦. وشرطة الإسلام والحرية ... عدالة سمع مع الدرية
١٧٧. وأن يكون من قريش عالما ... مكلفا ذا خبرة وحاكما
١٧٨. فكن مطيعا أمره فيما أمر ... ما لم يكن بمنكر فيحتذر
١٧٩. واعلم بأن الأمر والنهي معا ... فرضا كفاية على من قد وعى
١٨٠. وإن يكن ذا واحدا تعينا ... عليه لكن شرطه أن يأمنا
١٨١. اصبر وزل باليد واللسان ... لمنكر واحذر من النقصان
١٨٢. ومن نهى عما له قد ارتكب ... فقد أتى بما به يقضي العجب
١٨٣. فلو بدا بنفسه فزادها ... عن غيها لكان قد أفادها
١٨٤. مدارك العلوم في العيان ... محصورة في الحد والبرهان
١٨٥. وقال قوم عند أصحاب النظر ... حس وإخبار صحيح والنظر
١٨٦. الحد وهو أصل كل علم ... وصف محيط كاشف فافتهم
١٨٧. وشرطه طرد وعكس وهو إن ... أنبا عن الذوات فالتام استبن
١٨٨. وإن يكن بالجنس ثم الخاصه ... فذاك رسم فافهم المخاصه
١٨٩. وكل معلوم بحس وحجى ... فنكره جهل قبيح في الهجا
١٩٠. فإن يقم بنفسه فجوهر ... أو لا فذاك عرض مفتقر
١٩١. والجسم ما ألف من جزأين ... فصاعدا فاترك حديث المين
١٩٢. ومستحيل الذات غير ممكن ... وضده ما جاز فاسمع زكني
١٩٣. والضد والخلاف والنقيض ... والمثل والغيران مستفيض
١٩٤. وكل هذا علمه محقق ... فلم نطل فيه ولم ننمق
١٩٥. والحمد لله على التوفيق ... لمنهج الحق على التحقيق
١٩٦. مسلما لمقتضى الحديث ... والنص في القديم والحديث
1 / 15
١٩٧. لا اعتني بقول غير السلف ... موافقا أئمتي وسلفي
١٩٨. ولست في قولي بذا مقلد ... إلا النبي المصطفى مبدي الهدي
١٩٩. صلى عليه الله ما قطر نزل ... وما تعاني ذكره من الأزل
٢٠٠. وما انجلى بهديه الديجور ... وراقت الأوقات والدهور
٢٠١. وآله وصحبه أهل الوفا ... معادن التقوى وينبوع الصفا
٢٠٢. وتاباع وتابع للتابع ... خير الورى حقا بنص الشارع
٢٠٣. ورحمة الله مع الرضوان ... والبر والتكريم والإحسان
٢٠٤. تهدي مع التبجيل والإنعام ... مني لمثوى عصمة الإسلام
٢٠٥. أئمة الدين هداة الأمة ... أهل التقى من سائر الأئمة
٢٠٦. لا سيما أحمد والنعمان ... ومالك محمد الصنوان
٢٠٧. من لازم لكل أرباب العمل ... تقليد حبر منهم فاسمع تخل
٢٠٨. ومن نحا سبلهم من الورى ... ما دارت الأفلاك أو نجم سرى
٢٠٩. هدية مني لأرباب السلف ... مجانبًا للخوض من أهل الخلف
٢١٠. خذها هديت واقتف نظامي ... تفز بما أملت والسلام
1 / 16
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تمهيد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،،، أما بعد:
فهذه المنظومة بين فيها المؤلف (١) ﵀ عقيدة السلف ﵏، وإن كان في بعضها شيء من المخالفات التي يأتي التنبيه عليها - إن شاء الله.
واعلم أن أقسام التوحيد ثلاثة:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فأما توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فلم يختلف فيه أهل القبلة، يعني لم يختلف فيه المسلمون، بل كل المسلمين مجمعون على توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، أي: أنه يجب إفراد الله ﷿ بالربوبية، ويجب إفراده بالعبادة.
وأما توحيد الأسماء والصفات فهو الذي اختلف فيه أهل القبلة، أي: المنتسبون إلى الإسلام اختلافا يمكن أن نقول انه على ستة أقسام في إجراء النصوص:
القسم الأول: من أجرى النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى وترك ما وراء ذلك. وهؤلاء هم السلف وأتباعهم.
_________
(١) هو العلامة الشيخ محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفارني الشهرة والمولد، النابلسي الحنبلي، ولد عام ١١١٤هـ، وتوفي عام ١١٨٨ هـ - رحمه الله تعالى -.
1 / 17
فـ (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) قالوا: إن ظاهره أن الله استوى على العرش، أي علا عليه، فنؤمن بأن الله ﷾ نفسه علا على العرش ولا نلتفت لما وراء ذلك، لا نقول: أين الله قبل أن يخلق العرش؟ ولا نقول: هل استواؤه على العرش بمماسة أو بانفصال؟
ولا نقول: إن استواءه على العرش للحاجة إليه، بل يجب أن نقول إنه ليس للحاجة إليه، وفرق بين الأمرين.
فنقول: إن استواء الله على العرش ليس لحاجته إلى العرش، بخلاف استواء الإنسان مثلا على السرير أو على الدابة فهو للحاجة إليها، ولهذا لو أزيل السرير من تحته لسقط أما الرب ﷿ فان استواءه على عرشه لظهور عظمته ﷿، وتمام ملكه، وليس لأنه محتاج إلى العرش، بل إن العرش وغيره في حاجة إلى الله ﷿ في إيجاده وإمداده. فلا يمكن أن نقول: إن استواء الله على العرش للحاجة إليه.
ولا نقول: إن استواء الله على العرش يقتضي أن يكون الله جسما أو ليس بجسم؛ لأن مسألة الجسيمية لم ترد في القرآن ولا في السنة إثباتا ولا نفيا، ولكن نقول بالنسبة للفظ لا ننفي ولا نثبت، فلا نقول جسم ولا غير جسم.
لكن بالنسبة للمعنى نستفصل ونقول للقائل: ماذا تعني بالجسم؟ هل تعني انه الشيء القائم بنفسه، المتصف بما يليق به، الفاعل بالاختبار، القابض، الباسط؟
إن أردت هذا فهو حق ومعنى صحيح، فالله تعالى قائم بنفسه، فعال
1 / 18
لما يريد، متصف بالصفات اللائقة به، يأخذ ويقبض ويبسط، ويقبض السماوات بيمينه ويهزها.
وإن أردت بالجسم الشيء الذي يفتقر بعضه إلى بعض، ولا يتم ألا بتمام أجزائه، فهذا ممتنع على الله؛ لأن هذا المعنى يستلزم الحدوث والتركيب، وهذا شيء ممتنع على الله ﷿.
والمهم أننا نقول: إن من أهل القبلة من أجرى النصوص على ظاهرها اللائق بالله ﷿ دون أن يتعرض لشيء، وهؤلاء هم السلف، وطريقة السلف على هذا الوجه اسلم وأعلم وأحكم:
فهي اسلم لأنهم لم يتعرضوا لشيء وراء النصوص.
وأعلم لأنهم أخذوا عقيدتهم عن كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ.
وأحكم لأنهم سلكوا الطريق الواجب سلوكها، وهو إجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله ﷿.
ومن هم هؤلاء السلف؟
هم الصحابة ﵃ والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين؛ كالإمام احمد بن حنبل، ومالك، والشافعي، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، والأوزاعي، وغيرهم من أئمة المسلمين.
وهل يمكن أن تكون السلفية في وقتنا الحاضر؟
نعم يمكن ونقول: هي سلفية عقيدة، وإن لم تكن سلفية زمنا؛ لأن السلف سبقوا زمنا، لكن سلفية هؤلاء سلفية عقيدة، بل عقيدة وعمل في
1 / 19
الواقع، وهم بالنسبة لمن بعدهم سلف، كما قال النبي ﵊ في زيارة المقابر: «أنتم سلفنا ونحن بالأثر» (١)
القسم الثاني: من اجروا النصوص على ظاهرها، وقالوا: النصوص على ظاهرها لكنها من جنس صفات المخلوقين، فقالوا: إن لله يدا كأيدينا، ووجها كوجوهنا. وهؤلاء هم الممثلة، وهم بلا شك ضالون، لم يقدروا الله حق قدره، ولو قدروا الله حق قدره ما جعلوا صفاته كصفات خلقه.
وهم أيضا متناقضون، لأنهم لم يجعلوا الذات الإلهية كالذات المخلوقة، ومعلوم أن الصفات فرع عن الذات، فإذا كانت الذات لا تماثل ذوات المخلوقين، فالصفات أيضا لا تماثل صفات المخلوقين؛ لان صفة كل ذات تناسبها.
أرأيت رجل البعير ورجل الذرة هل يتماثلان؟ الجواب: لا يتماثلان، بل بينهما فرق عظيم جدا.
فإذا قال قائل: عندي رجل جمل، وقال الثاني: عندي رجل ذرة، هل يفهم أحد من الناس أن الذي عند الثاني كالذي عند الأول؟
فالجواب: لا؛ لان ذات الجمل ليست كذات الذرة، إذا صفات الجمل ليست كصفات الذرة.
وأيضا قوة الفيل وقوة الذرة، كلاهما قوة، ولكنهما غير متماثلين؛ لان قوة الذرة صغيرة تعجز عن شيء يسير، أما الفيل فقوته تساعده على حمل الأشياء العظيمة.
_________
(١) رواه الترمذي، كتاب الجنائز، باب ما يقوم الرجل إذا دخل المقابر، رقم (١٠٥٣) .
1 / 20
فإذا قال الله عن نفسه ﷿:) بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) (المائدة: الآية ٦٤) (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) (صّ: ٧٥) فلا يمكن لعاقل أبدا أن يعتقد أو يتصور أن يد الله ﷿ كيد المخلوق. وكيف يمكن ذلك والله ﷿ يقول:) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر: ٦٧) ويقول تعالى:) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (الأنبياء: ١٠٤) .
فالإنسان الكاتب يطوي الكتاب بسهولة، لكن هل يمكن للبشر كلهم أن يطووا واحدة من السماوات؟ لا يمكن أبدا. إذا هؤلاء الممثلة ضالون لم يقدروا الله حق قدره.
وهل هم كافرون بذلك؟ نعم كافرون لان الله ﷿ يقول:) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: الآية ١١» فإذا قال قائل: بل مثله شيء فقد كذب الخبر، وتكذيب خبر الله كفر، ولهذا قال نعيم بن حماد الخزاعي ﵀ شيخ البخاري: «من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها» (١)، فإذا هؤلاء ضالون وكفار أيضا.
ومن هذا ما ينشر في الأفلام الكرتونية حيث إنهم يشبهون الله ﷿ بشيخ رهيب، مزعج المنظر، ذي لحية طويلة، عملاق، فوق السحاب، يسخر الرياح ويعمل ما يريد، والحقيقة أني اشهد الله أن هذا نشر للكفر الصريح، لان الصبي إذا شاهد مثل هذا وفي أول تمييزه، سوف ينطبع في
_________
(١) انظر مجموع الفتاوى ٥/١١٠.
1 / 21
نفسه إلى أن يموت ألا ما شاء الله، قال رسول الله ﷺ: «فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» (١) .
ولهذا أقول: إن الذين يعرضون هذه الأشياء لصبيان المسلمين، سوف يحاسبون عند الله حسابا عسيرا يوم القيامة؛ لأنهم يريدون - شاءوا أم أبوا - أن يضل الناس بهذا ضلالا مبينا.
وعلينا جميعا إذا كانت الأفلام على هذا الوجه أن نحذر منها أهل البيوت؛ حتى لا يقعوا في هذا الشر المستطير الذي هو أعظم من شر الأغاني وغيرها؛ لان كون الإنسان يمثل الله ﷿ بهذه الصورة البشعة لا شك انه من أعظم المنكر والعياذ بالله.
وأقول: انظر إلى أعداء الله كيف يريدون أن يهينوا رب العزة والجلال بهذه الأشياء التي تسري على الناس سريان النار في الفحم من غير أن يشعر بها، وسريان السم في الجسد من غير أن يشعر به.
والواجب علينا نحن المسلمين ولا سيما في بلادنا هذه أن نكون حذرين يقظين؛ لان بلادنا هذه مغزوة في العقيدة وفي الأخلاق، وفي الأعمال، ومن كل وجه.
ولا تظن أن الغزو أن يقبل العدو بجحافله ودباباته وصواريخه ليهدم الديار ويقتل الناس فحسب، بل الغزو هو هذا الغزو المشكل الذي يدخل الناس من حيث لا يشعرون، والإنسان بشر مدني متكيف، ينفر من الشيء أول ما يسمعه، ولكن بعد مدة يرتاح إليه ويألفه، ويكون كأنه أمر عادي،
_________
(١) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب إذا اسلم الصبي فمات هل يصلى عليه؟، ... رقم (١٣٥٨)، ومسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود على الفطرة وحكم موت ...، رقم (٢٦٥٨) .
1 / 22
حتى الأمراض التي في الجسم، أول ما يدخل فيروس المرض ينفر منه الجسم ويتأثر ويسخن، لكنه ربما يتحمله بعد ذلك.
وعلى كل حال فأنا أود من طلبة العلم، أن يؤدوا ما عليهم من مسؤولية، بأن يحذروا الناس من هذه الأفلام، مادامت تعرض مثل هذه الأمور التي لا يشك مؤمن بالله ﷿ أن عرضها قيادة للأطفال إلى الكفر بالله ﷿، وإهانة الله ﷾.
ونحن أهل الجزيرة علينا مسؤولية عظيمة ليست على بقية الناس، فمن هنا ظهر الإسلام وإليه يعود، في هذه الجزيرة، قال رسول البرية ﵊ في مرض موته: «اخرجوا المشركين من جزيرة العرب» (١) وقال: «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع ألا مسلما» (٢)، وقال: «أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب» (٣) .
وإذا كان الرسول ﵊ أمرنا بإخراج أجسادهم، فإنه يأمرنا أمرًا أولويًا بإخراج أفكارهم وأخلاقهم التي يبثونها بين الناس ليضلوا عباد الله ﷿، ولو أن الرسول ﵊ أمامنا الآن يقول في
_________
(١) رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب هل يستشف إلى أهل الذمة ...، رقم (٣٠٥٣)، ومسلم، كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء يوصي به، رقم (١٦٣٧) .
(٢) رواه مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، رقم (١٧٦٧) .
(٣) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة..، رقم (٣٠٥٣) بفظ المشركين بدلا من اليهود والنصارى، ومسلم، كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء، ...، رقم (١٦٣٧) .
1 / 23
مرض موته وهو على فراش الموت: «اخرجوا المشركين من جزيرة العرب» هل لأنهم أجسام بشر مثلنا؟ !!
لا. بل لأنهم يبثون شركهم وشرورهم بيننا، فهذه الجزيرة لها شان عظيم وميزان كبير في نظر الشرع باعتبار حماية الدين الإسلامي، فأنا اجعلها أمانة في أعناق طلبة العلم أن يحرصوا غاية الحرص على التحذير من هذه الأفلام.
وهذه كلمة مهمة جدًا، لكنها معترضة بالنسبة لموضوعنا، وسببها الاستطراد في مسألة المماثلة، وأن من مثل الله بخلقه فهو كافر.
وعلى كل حال فقد أشترك هذان القسمان في إجراء النصوص على ظاهرها، وافترقا في أن السلف أجروها على اللائق بالله ﷿، وهؤلاء أجروها على وجه التمثيل بالمخلوقات، وهذا فرق عظيم.
القسم الثالث: من أجروا النصوص على خلاف ظاهرها إلى معان ابتكروها بعقولهم، وهؤلاء الذين يدعون أنهم العلماء والحكماء، ويقولون: طريقة السلف طريقة الذين يقرأون الكتاب أماني ولا يعرفون، أما نحن أهل العلم والحكمة، ولهذا قالوا: طريقة الخلف أعلم وأحكم، وقد ذكرنا في كتاب تلخيص الحموية بيان بطلان هذا القول. (١)
هؤلاء الذين يجرون النصوص على خلاف الظاهر إلى معان عينوها بعقولهم، فقالوا: «استوى على العرش» أي استولى على العرش، «يد الله»: أي قوته أو نعمته، «وجه الله»: ثوابه، «محبة الله»: ثوابه، «غضب
_________
(١) فتح رب البرية بتلخيص الحموية ص٥
1 / 24
الله»: انتقامه، وهكذا قالوا لزعمهم: إن المعنى الظاهر ممتنع على الله ﷿، ثم قالوا: إذا كان ممتنعا فلنا عقول نتصرف فيها.
ونرد عليهم فنقول وبكل سهولة: إذا كان الأمر كما قلتم فلماذا يتحدث الله عن نفسه بعبارات غير مقصودة، ويجعل الأمر موكولا إلى عقولنا؟ .
فالصواب انه ليس إلى العقل بل إلى الهوى المختلف الذي يقول فيه فلان: هذا واجب، ويقول فلان الثاني: هذا ممتنع على الله، والثالث يقول: هذا جائز.
فلماذا يجعل الله ﷿ الحديث عن صفاته بكلمات لا يراد بها ظاهرها؟!
وهل هذا إلا تعمية، وخلاف البيان الذي قال الله تعالى فيه: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) (النساء: الآية ١٧٦)؟ وقال:) يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) (النساء: الآية ٢٦)؟
ولماذا يجعل الأمر موكولا إلى ما تقتضيه عقولنا التي هي ليست عقلا في الواقع بل هي وهم؟!
قالوا: لأجل أن يزيد ثوابنا بتحويل النص إلى معناه، لأنك إذا أخذت النص على ظاهره لم تتكلف، لكن إذا صرفته عن ظاهره يحتاج إلى دليل من اللغة وشواهد وجهد كبير حتى تصل إلى المعنى المراد، فهذه التعمية الواردة في أعظم الأخبار المقصود بها كثرة الثواب.
يا سبحان الله العظيم، أيضيع الله أصلا عظيما في التحدث عن نفسه من أجل أن يزيد ثوابنا بالتعب! ثم إن التعب الذي يأتي لغير سبب لا يثاب عليه الإنسان.
1 / 25