قال بعض الأطباء: الحكمة في الغنج أن يأخذ السمع حظه من الجماع؛ فيسهل خروج الماء من جارحة السمع، فإن الماء يخرج من تحت كل جزء من البدن، ولهذا ورد: تحت كل شعرة جنابة، وكل جزء له نصيب من اللذة، فنصيب العينين النظر، ونصيب المنخرين النخير، وشم الطيب، ولهذا شرع التطيب للجماع، ونصيب الشفتين التقبيل، ونصيب اللسان الرشف والمص، ونصيب السن العض، ولهذا ورد في الحديث (هلا بكرا تعضها وتعضك)، ونصيب الذكر الإيلاج، ونصيب اليدين اللمس، ونصيب الفخذين، وبقية أسافل البدن المماسة، ونصيب سائر أعالي البدن الضم والمعانقة، ولم يبق إلا حاسة السمع، فنصيبها سماع الغنج.
قال الوداعي في تذكرته: ومن أمثال العامة إيش ينفع الغنج في أذن الأطروش، ومن أمثالهم: اغنجي رويدا، زوجكي أطروش.
/ وقال صاحب مرشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب: الغنج هو الترفق والتذلل 6 أوالذبول، وتفتير العيون، وتمريض الجفون، وإرخاء المفاصل من غير سكون حركة، والتململ من غير انزعاج، والتوجع من غير ألم، وترخيم الكلام عند مخاطبة الرجل بما يحب، وتارة يتألم منه، وتارة يستلذ به بأشجى صوتها، ولين نغمتها، قال الشاعر (¬1):
পৃষ্ঠা ১২