«جاء سلمان الفارسي «١» إلى رسول الله ﷺ. حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعت بين يدي رسول الله ﷺ فقال يا سلمان ما هذا؟ فقال صدقة عليك وعلى أصحابك، فقال: إرفعها فإنا لا نأكل الصدقة. قال:
فرفعها فجاء الغد بمثله، فوضعه بين يدي رسول الله ﷺ فقال: ما هذا يا سلمان؟ فقال: هدية لك فقال رسول الله ﷺ لأصحابه ابسطوا. ثم نظر إلى الخاتم على ظهر رسول الله ﷺ فآمن به، وكان لليهود فاشتراه رسول الله ﷺ بكذا وكذا درهما على أن يغرس لهم نخلا «٢» فيعمل سلمان فيه حتى تطعم فغرس رسول الله ﷺ النخيل إلا نخلة واحدة غرسها عمر، فحملت النخل من عامها، ولم تحمل النخلة، فقال رسول الله ﷺ ما شأن هذه النخلة فقال عمر يا رسول الله أنا غرستها فنزعها رسول الله ﷺ فغرسها فحملت من عامها.
_________
(١) نسبة لفارس، وهو صحابي جليل وهو واحد ممن اشتاقت لهم الجنة، وكان أخبره بعض الرهبان بظهور النبي في الحجاز ووصف له فيه علامات وهي عدم قبول الصدقة وقبول الهدية، وخاتم النبوة فأحب الفحص عنها. وفي الأسماء واللغات للنووي ١/ ٢٢٦ وسبب اسلامه أنه هرب من أبيه وكان مجوسيا. فلحق براهب ثم بجماعة من الرهبان فدله واحد منهم على الذهاب الى الحجاز وأخبره بظهور النبي فقصده مع عرب فغدروا به وباعوه في وادي القرى ليهودي، ثم اشتراه منه يهودي من قريظة فقدم به المدينة فأقام بها مدة حتى قدمها رسول الله ﷺ فأتاه بصدقه فلم يقبلها ثم بعد مدة أتاه بهدية فقبلها ورأى خاتم النبوة فتأكد من خبر الراهب قال سلمان فرأيت الخاتم فقبلته وبكيت فأجلسني رسول الله ﷺ بين يديه فحدثني بشأني كله وفاتني معه بدر وأحد بسبب الرق فقال لي يا سلمان كاتب عن نفسك فكاتبته على أن أغرس ثلاثمائة نخلة وعلي أربعين أوقية ذهب فقال ﷺ أعينوا صاحبكم بالنخل وكان ﷺ هو الذي يغرسها، ثم جاءه أحد الصحابة بالذهب. وأول مشاهده الخندق، وآخى رسول الله بينه وبين أبي الدرداء، وقد أشار على رسول الله بحفر الخندق توفي بالمدائن سنة ٣٦ هـ وخرج الترمذي في سننه في مناقب سلمان قول رسول الله ﷺ: «إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان» .
(٢) وفي نسخ نخيلا.
1 / 31