Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
প্রকাশক
دار القمة
সংস্করণের সংখ্যা
-
প্রকাশনার স্থান
الإسكندرية
জনগুলি
والوجاهة) حقه الشرعي من الميراث: (مهما صغر مقدار هذا الميراث)، ودليله أن أزواج النبي ﷺ مع فضلهن قد طلبن ميراثهن، وما أنكرت عائشة ﵂ طلبهن إلا من جهة أن النبي ﷺ لا يورث، وفي حديث فاطمة والعباس دليل على ذلك؛ فعن عروة عن عائشة: (أنّ فاطمة والعبّاس ﵉ أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله ﷺ وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله ﷺ: يقول: «لا نورث ما تركنا صدقة إنّما يأكل آل محمّد من هذا المال» .
قال أبو بكر: والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله ﷺ يصنعه فيه إلّا صنعته. قال: فهجرته فاطمة فلم تكلّمه حتّى ماتت) «١» .
٨- رؤية مقاعدهم في الجنة
أن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ وهو صحيح يقول: «إنّه لم يقبض نبيّ قطّ حتّى يرى مقعده من الجنّة ثمّ يحيّا أو يخيّر» . فلمّا اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه فلمّا أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثمّ قال: اللهمّ في الرّفيق الأعلى «٢» .
الشاهد في الحديث:
قوله: (إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة) .
وهذا دليل على علو منزلة الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام، حيث إنهم يرون في الدنيا- قبل موتهم- مقاعدهم من الجنة، ثم يأتي بعد ذلك التخيير، والحكمة من ذلك- والله أعلم- ترغيبهم وحثهم على اختيار جوار الله، وهذا يعد من عظيم محبة الله لهم وإرادته جوارهم منه سبحانه.
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
زهد النبي ﷺ في الدنيا وتفصيله الدار الآخرة ولقاء ربه، حيث إنه ﷺ ما تردد بل اختار من أول تخيير له الدار الآخرة.
الفائدة الثانية:
أدبه ﷺ مع ربه، وحرصه على تعليم الأمة هذا الأدب، حيث
(١) رواه البخاري، كتاب الفرائض، باب: قول النبي ﷺ: «لا نورث ما تركنا صدقة»، برقم (٦٧٢٥) . (٢) رواه البخاري، كتاب المغازي، باب: مرض النبي ﷺ ووفاته، برقم (٤٤٣٧) .
1 / 73